إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب الدكتور فاضل الجمالي (العراق) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 807 - 811"

2 -

سيعنى التقسيم قيام دولة يهودية، ولن يقبل العرب أبدا أى مشررع يؤدى الى ذلك.

فقيام دولة يهودية لن يكون بمثابة عمل ناشز في الشرق الأوسط فحسب وانما هو خطر يتهدد جميع من يهمهم الأمر. والمؤكد أنه سيؤدى الى أكثر مما جال بخاطر الحكومة البريطانية أن تمنحه لليهود.

3 -

سيجعل المشروع فريقا كبيرا من السكان العرب في حكم الاقلية داخل نطاق الدولة اليهودية وهذا ما نعارضه بقوة.

4 -

وقد يؤدى المشروع الى هجرة أخرى، والى ازدحام المنطقة اليهودية ازدحاما مصطنعا، الأمر الذى قد يستند اليه الصهيونيون في استخدام كل وسيلة ممكنة للتسلل الى البلاد العربية المجاورة واستغلالها.

5 -

يشمل المشروع كافة العيوب التى ظهرت واضحة جلية في تقرير وودهيد وهو لن يسفر عن نجاح عملى بعد مدة من تطبيقه.

6 -

يحرم المشروع العرب من أفضل جزء في بلادهم ويجعلهم عاجزين عن أن يكفوا أنفسهم بأنفسهم من الناحية المالية، وأحب في هذا المقام أن أشير الى نقطة موازنة الميزانية الفلسطينية بدون الأموال اليهودية وأحب أن أعلن أن الجانب الأعظم في الميزانية الفلسطينية ينفق على قوة البوليس من أجل صيانة الأمن الذى اضطرب حبله نتيجة لوجود الصهيونية ونشاطها.

7 -

ونحن نعارض بشدة المشروع الذى يؤيد وجهة نظر لجنة التحقيق الانجليزية الأمريكية في أن فلسطين ينبغي ألا تكون عربية أو يهودية وهذا افتئات على أبسط المبادئ البديهية.

8 -

كذلك نعارض بشدة اشارة المشروع الى الأموال التى ستنفق على العرب في فلسطين ، والى القرض الذى سيمنح للدول العربية.. وربما كان مرد ذلك الى نقص في ادراك طبيعة العرب وخلقهم. فلن يوافق العرب أبدا على التسليم بحقهم في وطنهم مقابل رشاوى أو مغانم مادية مهما كانت مصدرها. فالعربى قد يؤثر الموت أو الجوع على أن يلوث شرفه أو تجرح كرامته.فالشرف الوطني والكرامة القومية يجعلاننا نرفض رفضا باتا مثل هذه المقترحات.

9 -

لن يوافق العراق أبدا على اقامة معبر صهيوني في فلسطين ونحن نرى انه لن تقوم للسلام قائمة في الشرق الأوسط الا اذا انتزعت منه أغراض الصهيونية السياسية السامة.

       تلك هى آراء بلادى بسطتها في اختصار. ولقد عرضتها في صراحة تامة. بل لعلني بسطتها في صورتها الحقيقية المجردة، بيد أننى أؤكد لكم في اخلاص أننى قد كشفت بدوره أوراقي على المائدة. وأود أن تقابل آرائى التى أوضحتها بروح المودة والعطف، لأننا بهذه الروح وحدها نستطيع أن نضع قواعد حل عادل للمشكلة الفلسطينية.


<5>