إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين - كلمة فارس بك الخوري ( رئيس وفد الجمهورية السورية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 844 - 847"

كلمة دولة فارس بك الخورى
(رئيس وفد الجمهورية السورية)
القيت فى مؤتمر فلسطين بلندن (*)
بتاريخ 12 سبتمبر سنة 1946

          وقال فارس بك الخورى إن المحادثات الأولى للمؤتمر تضمنت اشارات كثيرة الى تغيب عرب فلسطين. وأنه لا ينوى تعديد كل الأسباب التى أدت الى هذا ولكن ثمة سبيل لمعالجة هذا الموقف. ان تفرقة الحكومة المعتدية فى المعاملة بين اليهود والعرب فى فلسطين مسألة تستوجب العناية. إذ إن كثيرين من العرب لا يزالون فى السجون لأشياء حدثت فى سنة 1936 وبعض هؤلاء لم يقدم للمحاكمة، بينما معاملة اليهود اتصفت بكثير من التسامح والتساهل. لماذا يبقى العرب فى السجون لجرائم صغيرة مثل حوزة الأسلحة؟ . وقد عبر دولة فارس بك الخورى عن أمله فى أن تتخذ الخطوات اللازمة للافراج عنهم.

          ان التصريحات التى أوردتها الوفود العربية يجب أن تكفى لتوضيح القضية العربية للوفد البريطانى وان الأسباب التى عرضها اليهود أولئك الذين يدافعون عن قضيتهم يجب أن تدرس أيضا. أنهم يدعون أن ثمة نبوءة التوراة هى بمثابة صك لهم. ومن المفيد فى هذا الصدد أن نعرض فى ايجاز لقصة اليهود فى فلسطين.

          وواصل فارس بك الخورى حديثه قائلا:

          ان الحملة اليهودية على فلسطين بدأت فى القرن السادس عشر قبل الميلاد.

          وقد نجح اليهود اذ ذاك فى التغلب على منطقة صغيرة فى هذه البلد أقاموا فيها مملكتين. ولم تتوقف المعارك الدامية والصراع المتصل بينهم وبين سكان البلاد الاصليين قط. وأن التوراة عامرة بقصص الصراع وأراقة الدماء الذى لا ينقطع وقد ظلت المملكتان اليهوديتان قاصرتين على منطقة صغيرة فى الطرف الشرقى للبلاد ولم يبلغا ساحل البحر المتوسط قط.

          وقد حطم البابليون فى القرن السادس مدنهم ونقلوهم معهم الى بلاد ما بين النهرين. وقد تنبأ أنبياء التوراة أثناء هذا النفى أن الله سيردهم الى الأراضى المقدسة، وقد تحققت هذه النبواءات بعد سبعين عاما من ذلك التاريخ حينما أمر سيرس الفارسى باعادتهم الى القدس.

وقد عارض جوشام الأسير العربى فى هذا الرجوع وسعى الى ايقافه، على ان اليهود نجحوا بالاستعانة بتأييد سيرس القوى في الاستقرار فى مساحة صغيرة من الأرض تقسم القدس وضواحيها.

          وفى القرن الرابع غلبهم المقدونيون على أمرهم وحكموهم حتى سنة 70 م حين اعمل فيهم تبتس القتل والذبح ونقلهم لا الى منطقة معينة ولكن الى مناطق متفرقة من العالم - كما أمر ألا يسمح ليهودى بالعودة الى القدس.


(*) عن كتاب "الوثائق الرئيسية فى قضيه فلسطين" - جامعة الدول العربية

<1>