إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - (3) خطاب رئيس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 22 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955 ص 573 - 577"

خطاب رئيس مجلس الوزراء ووفد مصر أمام مجلس الأمن
في 22 أغسطس سنة 1947


سيدي الرئيس
        أودّ أوّلا أن أعرب عن تقدير الحكومة المصرية لما أبداه بعض حضرات أعضاء مجلس الأمن من العطف الخالص على أماني مصر الطبيعية. وعلى رغبتها في التحرر من آخر آثار التبعية وحقها في التمتع بالسيادة الكاملة.

        إننا نكافح للتخلص من كل ما من شأنه أن يحدّ استقلالنا، ويتعارض وسيادتنا القومية. على أنه من سوء الحظ أن مكنت أحداث التاريخ للغزاة توطيد أقدامهم في أراضينا. ولقد كان يحدونا الأمل على أن يخلصنا مجلس الأمن من الأغلال التي قيدنا بها هذا التاريخ، ولكنه يؤسفني أن آمالنا لم تتحقق بعد.

        ولا يسعني - بعد النقاش الذي دار يوم الأربعاء - إلا الشعور أن ثمة عطفا عميقا في العالم أجمع على سعينا إلى تحرير أنفسنا.

        المشروع البرازيلي.

        لقد جهد ممثل البرازيل المحترم في أن يرسم لمجلس الأمن طريقا يسلكه في هذا الشأن. على أنه شرع يضع قيودا لم يملها الميثاق. أو مما عرض عليكم في أثناء مناقشة هذه القضية. وكانت النتيجة أن مشروع القرار الذي عرضه عليكم لا يجدي إطلاقا.

        وإني لم أهتد إلى أي مبرر في الميثاق يسوغ للمندوب المحترم أن يجعل لمجلس الأمن دور "الحكم". كما أنني لا أرى أنه كان على حق في إصراره على معالجة المنازعات الدولية "بالأساليب القديمة".

        فالقول بأن مجلس الأمن لا يستطيع التدخل "إلا بعد حبوط هذه الوسائل" هو أنه ينكر على مجلس الأمن الدور الذي وكل إليه بمقتضى الفقرة الأولى من المادة 36 من الميثاق.

        ولم يأبه مندوب البرازيل المحترم بما على مجلس الأمن من واجب محتوم نحو علاج أي نزاع "من شأن استمراره أن يعرض السلم والأمن الدولي للخطر" كما جاء بالميثاق نفسه.

<1>