إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



خطاب تيودور هرتزل فى المؤتمر الصهيونى الأول في بال
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 97 - 100"

خطاب تيودور هرتزل
فى المؤتمر الصهيونى الاول فى بال(*)
29 اغسطس سنة 1897

زملائى أعضاء الوفود:
         انى كواحد من الذين دعوا الى عقد هذا المؤتمر أرحب بكم وهذا ما سأفعله باقتضاب، ذلك لأننا اذا كنا نريد نخدم القضية وجب علينا أن نقتصد فى اللحظات القيمة للمؤتمر. فهناك الكثير من الأمور التى ينبغى تحقيقها خلال الثلاثة الايام التى سيستمرها المؤتمر. اننا نريد أن نرسم أسس البناء الذى سيأوى يوما ما الشعب اليهودي. ان الواجب كبير جدا بحيث اننا سوف نتعرض له بأبسط الأساليب. وسنعرض ملخصا لوضع المشكلة اليهودية فى خلال الأيام الثلاثة القادمة ولقد تم تصنيف المادة الضخمة الموجودة تحت أيدينا عن طريق رؤساء اللجان.

         وسنستمع إلى تقارير عن وضع اليهود فى مختلف الاقطار. وتعلمون جميعا ولو حتى بطريقة مشوشة ان الوضع باستثناء حالات نادرة، لا يدعو للارتياح ولو كان الوضع على غير هذا لما انعقد هذا الاجتماع. ولقد عانت وحدة مصيرنا التوقف والانقطاع الطويل بالرغم من أن الشتات المبعثر للشعب اليهودى قد تحمل فى كل مكان اضطهادا مماثلا. وقد أدت عجائب الاتصال فى وقتنا هذا قد أدت الى التفاهم المتبادل والوحدة بين الجماعات المنعزلة. وفى هذه الأيام، حيث التقدم فى كل مظهر فاننا نعرف اننا محوطون بكراهية قديمة. ان العداء للسامية والذى تعرفونه جيدا ويا للأسف هو اسم هذه الحركة.

         ان أول تأثير تركه على يهود اليوم هو الاندهاش الذى ترك مكانه للألم والاستياء. وربما لا يدرك أعداونا عمق الجرح الذي اصاب أحاسيس هؤلاء اليهود الذين لم يكونوا هدفا أساسيا لهجومهم. ان هذا الجزء من اليهود العصريين والمثقفين والذين خرجوا من نطاق " الجيتو " وفقدوا عادة الاتجار فى السلع الحقيرة قد أصابهم السهم فى القلب.

         ومنذ التاريخ السحيق والعالم يسىء فهمنا. فعاطفة التضامن التى كثيرا ما نالنا التأنيب بسببها كانت آخذة فى التخلل فى نفس الوقت الذى تعرضنا فيه للعداء للسامية. ولقد ساعد العداء للسامية على تقويتها من جديد، وعدنا الى بيتنا (يقصد الجيتو) ذلك لأن الصهيونية هى العودة الى الحياة اليهودية قبل أن تكون عودة الى الأرض اليهودية.


          (*) نقدا عن كتاب.                                        "THE ZIONIST IDEA"

<1>