إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب تيودور هرتزل فى المؤتمر الصهيوني الأول فى بال
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 97 - 100"

         اننا نحن الأبناء الذين عدنا نجد الكثير الذى ينبغى تقويمه تحت سقف أجدادنا لان كثيرا من أخوتنا قد انحدر الى قاع البؤس والشقاء.

         لقد حققت الصهيونية شيئا رائعا كان حتى هذه اللحظة يعتبر مستحيلا: ألا وهو الاتحاد القومى بين العناصر اليهودية الممعنة فى العصرية والممعنة فى المحافظة وكون هذا الأمر قد تحقق دون تنازلات مشينة من أى من الجانبين، ودون تضحيات ثقافية لهو دليل آخر. ان كانت هناك حاجة الى دليل على الوحدة القومية لليهود. أن وحدة من هذا النوع لا يمكن ان تقوم الا على أساس قومى.

         ومما لا شك فيه انه سيكون هناك مناقشات حول موضوع اقامة منظمة نشعر جميعا بالحاجة اليها.

         فالمنظمة هى الشاهد على معقولية الحركة (الحركة الصهيونية) ولكن هناك نقطة واحدة ينبغى أن تؤكد بوضوح وقوة حتى نصل الى حل للمشكلة اليهودية. اننا نحن الصهيونيين لا نريد عصبة دولية بل نريد مناقشة دولية. ولسنا بحاجة الى القول ان التمييز بينها له الأهمية الأولى فى نظرنا. ان مثل هذا التمييز هو الذى يبرر عقد مؤتمرنا. ولن يكون هناك مكان للمؤامرات والتدخل السرى والأساليب الملتوية بين صفوفنا، بل سنفصح عن آرائنا لتكون تحت حكم الرأى العام، وسيكون من أول نتائج حركتنا تحويل المسألة اليهودية الى مسألة خاصة بصهيون. ان حركة شعبية لها مثل هذه الأبعاد الواسعة سوف تتعرض للهجوم من جهات عديدة ولذالك فان المؤتمر سوف يشغل نفسه بالوسائل الروحية التى ينبغى استخدامها لاحياء وتدعيم الشعور القومى لليهود. وهنا كذلك ينبغى علينا أن نناضل عدم الفهم. فليست لدينا أقل نية للتزحزح قيد أنملة عن ثقافتنا التى اكتسبناها. وعلى العكس فاننا نهدف الى ثقافة أوسع مثل تلك التى تجلبها زيادة المعرفة. وفي الحقيقة فان اليهود كانوا دائما أكثر. نشاطا من الناحية العقلية أكثر الناحية الجثمانية

         ولما كان الرواد العمليين الأوائل للصهيونية قد أدركوا هذا فانهم قد بدءوا العمل الزراعى لليهود. اننا لن نكون قادرين ولن نكون راغبين في التحدث عن محاولات استعمار فلسطين والأرجنتين بدون شعور العرفان بالجميل. لكنهم وضعوا اللبنات الأول للحركة الصهيونية. ذلك لأن الحركة الصهيونية ينبغي أن تكون أوسع فى مداها اذا ما أريد لها أن تقوم بالفعل ان الشعب لا يجزي الا على جهوده هو واذا لم يكن في استطاعته أن ينهض بنفسه فانه لن ينال العون ولسنا نحن الصهيونيين نريد أن نرتفع بالشعب الى درجة مساعدة نفسه بنفسه. ولن نوقظ الآمال الفجة أو الغير ناضجة.

         ان هؤلاء الذين يولون الأمر اهتمامهم سوف يعترفون بأن الصهيونية لن تحقق أهدافها دون التفاهم القاطع مع الوحدات السياسية المشتركة. ومن المعروف بصفة عامة أن مشاكل الحصول على حقوق الاستعمار لم تخلقها الصهيونية في وضعها الراهن. وان الانسان ليعجب عن الدوافع المحركة لمروجي هذه القصص. اذ يمكن الاستحواذ على ثقة الحكومة التي نريد التفاوض معها بخصوص توطين جماهيراليهود على نطاق واسع وذلك عن طريق اللغة البسيطة والتعامل القويم. ان المزايا التي يمكن لشعب بأكمله أن يقدمها مقابل الفوائد المجنية لهى من الكبر بحيث تضفي على

<2>