إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

الفلسطينى سينتزع حقه ولن يتردد هذا الشعب الذى حلت به كوارث كبيرة منذ خمسين سنة ودخل السجون وعلقت له المشانق، وصادفته مكاره شديدة، ان هذا الشعب الفلسطينى يضم هذا الموقف من الملك الى المكاره الكثيرة التى مرت على هذا الشعب وقابلها بصبر وعظمة وشجاعة وبطولة. وأنا على يقين أن المنظمة ستكون هى للشعب الفلسطينى فالمنظمة باقية سواء تخلى الملك عنها أو لم يتخل، عقد مؤتمر القمة أو لم ينعقد فمنظمة التحرير باقية ما بقى الشعب الفلسطينى وما بقيت قضية التحرير وأنا على ثقة أن هذه الأمة العربية على مدى تاريخها الطويل، كلها بطولة وكلها رجولة وكلها بسالة ستكون مع منظمة التحرير الفلسطينية.

          وفى النهاية أريد أن أقول لكم، اننا شعب فلسطين والحمد لله، شعب ايمان وشعب دين، أقول هذه الكلمة الأخيرة بايمان، ان الله سيكون مع منظمة التحرير الفلسطينية لأننا نحن مع الله، وكل من كان مع الله كان الله معه ولا بد أن الله سينصر شعب فلسطين.

          ان الملك حسين تكلم كثيرا فى الأمور الدينية وأمور الايمان، وعن القومية العربية فى اطارها الدينى ونحن والحمد لله مؤمنون ايمانا كاملا وايماننا هو الذى يدفعنا بألا نقدم شكوى ولا نقدم اقتراحا ولا نستنجد بأحد ولا نستنصر بأحد لأننا بحقنا سننتصر وبالأمة العربية سننتصر.

          اننى أريد أن أنهى كلمتى بشكركم جميعا على اهتمامكم البالغ وعلى صبركم.

          ان شعبنا أمضى ثمانى عشرة سنة وهو يعيش فى الكارثة ومن حقه علينا أن نصبر عليه بضع ساعات ليبث شكواه ويبث ظلامته اليكم وأنتم أهل المروءات والنجدات من أمة عرفت بالمروءات والنجدات، وأنا أشكركم جزيل الشكر ولا أعتذر عن كلمة قلتها لأن ما قلته هو الحق كل الحق.

          قد يكون حديثى عاطفيا لكن وراءنا قضية كبيرة لا تصح المجاملة فيها.

          اننا فى سنة 47 و 48 تجاملنا وما تصارحنا وما تكاشفنا. ان التحرير طريقه الحق الصريح بعيدا عن المجاملات الفارغة واللف أو الدوران الذى كان من أسباب الكارثة، لولا أننى فى غير حاجة الى أن نرجع الى الماضى، ولا الدعوات أن نقيم محكمة شعب لنبحث عن أسباب كارثة سنة 1948 وعن الذين كانوا السبب فيها حتى لا نكرر أسباب الكارثة مرة ثانية.. ان عمل منظمة التحرير الفلسطينية هو أمانة كبيرة. وهذه الأمانة تقتضى الصراحة والصدق، وأريد أن أؤكد لكم أننى لا أحمل غلا لأحد من المسئولين فى الاردن ولا حاقدا على أحد وكانت سيرتى فى هذين العامين ملاطفة تجاوزت الحد حتى اننى اتهمت من عدد من شبابنا بأن المنظمة أصبحت ملكا للملك حسين وأننى أصبحت ألعوبة فى يد الملك حسين. ان كل ما قلته هو شعور من أعماق ضميرى لا أهدف به أن أوجه اتهاما لمجرد الاتهام، فلا حقد ولا ضغينة ولكن صدق وعدل وحق فالقضية أحوج ما تكون الى الصدق والى العدل والى الحق وأشكركم".


<19>