إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) كلمة المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لحرب أكتوبر

الظروف والاحتمالات، وبعد تمهيد سياسي فريد على المستوى العربي والأفريقي والعالمي، أصدرتم قراركم التاريخي الواثق الشجاع إلى جنودكم الواثقين الشجعان الأوفياء بالمهام السياسية الاستراتيجية التي كلفتموهم بها.

         واسمحوا لي يا سيادة الرئيس أن أعلن اليوم، ولأول مرة، جزءاً صغيراً من ذلك النص التاريخي للوثيقة التي أصدرتموها إليّ قبل المعركة مباشرة، حيث حوت تلك الوثيقة التاريخية النص الآتي:

         "إن الهدف الاستراتيجي الذي أتحمل المسؤولية السياسية في إعطائه للقوات المسلحة المصرية، وعلى أساس كل ما سمعت وعرفت من أوضاع الاستعداد يتلخص فيما يلي:

         "تحدي نظرية الأمن الإسرائيلية، وذلك عن طريق عمل عسكري حسب إمكانيات القوات المسلحة، يكون هدفه إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو، وإقناعه أن مواصلة احتلاله لأراضينا يفرض عليه ثمناً لا يستطيع دفعه، وبالتالي فإن نظريته في الأمن على أساس التخويف النفسي والسياسي والعسكري ليست درعاً من الفولاذ يحميه الآن أو في المستقبل.

         "وإذا استطعنا بنجاح أن نتحدى نظرية الأمن الإسرائيلية، فإن ذلك سوف يؤدي إلى نتائج محققة في المدى القريب والمدى البعيد".

         وسأكتفي بهذا القدر من توجيهاتكم تلك، حفاظاً على سريتها، إلى أن تسمح الظروف بنشر تلك الوثائق التاريخية كاملة أمام العالم أجمع.

         وبكل الثقة والاطمئنان، وبكل العزم والإيمان، أصدرتم يا سيادة الرئيس قراركم التاريخي ببدء القتال، والذي كان دون شك أشجع وأخطر قرار في تاريخ مصر الحديث.

         وفي ساعة الصفر، الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر 6 من أكتوبر العظيم، العاشر من رمضان الكريم، تبدد الصمت على الجبهة وانطلق جنود مصر وسوريا بكل الثقة والإيمان، لينتزعوا المبادأة لأول مرة من قوات إسرائيل على الجبهتين، ويقتحموا أقوى المواقع، ويحطموا أعتى الحصون، وترتفع الأعلام المصرية والسورية عزيزة خفاقة فوق الأرض السليبة، وترتفع معها هامات العرب في كل مكان، عزة وفخراً وثقة وأملاً.

         ولن أتحدث عن تلك الحرب المجيدة وتفصيلاتها الرائعة، فأحداثها على كل لسان، ودقائقها في كل قلب، ولكني سأتحدث عن بعض نتائجها وآثارها التي امتدت لتشمل منطقة الشرق الأوسط بل العالم كله.

<2>