إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) كلمة المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لحرب أكتوبر

         فقد انهارت استراتيجية الردع التي ظلت إسرائيل تمارسها في المنطقة منذ قيامها، وتغير ميزان القوة العسكرية والسياسية لغير صالحها، كما انهارت نظرية الحدود الآمنة - كما أمرتم يا سيادة الرئيس - التي صنعتها إسرائيل لتبرير احتلالها للأرض العربية. وتحطمت على أيدي الجندي المصري والسوري أسطورة التفوق النوعي للجندي الإسرائيلي، وتأكدت قدرة القادة العرب في مجالات التخطيط، الاستراتيجي والتعبوي والتكتيكي، على أسس علمية راقية وفكر متطور حديث.

         وكانت تلك الحرب مجالاً رائعاً للكشف عن المعدن الأصيل للعرب، فسرعان ما امتدت يد العربي لتشد على يد أخيه العربي وتقدم له كل العون والتأييد عسكرياً ومادياً وسياسياً.

         سيادة الرئيس..

         إننا اليوم بعد مرور عام على تلك الأحداث العظيمة، وبعد أن رأى الشعب بنفسه منجزات قواته المسلحة التي لم يدخل يوماً واحداً على التضحية في سبيلها من قوته وماله ودعمه، فإن القوات المسلحة ما زالت في مواقعها، وما زالت على عهدها، وإن كانت الجبهة اليوم يبدو عليها ظاهرياً نوع من الهدوء بعد أن تم فصل القوات إلا أن هذا الهدوء لم يعرف طريقه إلى مراكز القيادة وبين القوات في مواقعها وخلف أسلحتها. ولقد بدأنا منذ أول يوم لإيقاف إطلاق النار في تطوير قواتنا المسلحة، مستفيدين من دروس معارك أكتوبر، ومن الخبرات القتالية التي تحققت أثناءها وعلى ضوء ما تم من دراسات وأبحاث قامت بها أجهزة القوات المسلحة وأفرعها المختلفة دارت مراحل التدريب الواقعي الشاق جنباً إلى جنب مع إجراءات استعراض الخسائر في الأفراد والمعدات، وإعداد مسرح العمليات لجولة أخرى نستكمل بها مهمتنا في تحرير كل شبر من أراضينا.

         وهنا أقرر أمامكم يا سيادة الرئيس، وأمام شعبنا الوفي، إن قواتكم المسلحة أصبحت الآن أكثر قدرة واستعداد عما كانت عليه قبل حرب أكتوبر.

         وإذا كنا قد دخلنا تلك الحرب في ثقة وعزم وإيمان كامل بالنصر، فإننا اليوم أشد ثقة وأعظم أيماناً بقدرتنا على تحقيق نصر أعظم وأضخم إذا ما تقرر استئناف المجال، وثقتنا هذه ليست وليدة زهو أو غرور، بل مبنية على أساس مدروسة سليمة، مبنية على ثقتنا في سلامة التخطيط والإعداد ثقتنا في عدالة قضيتنا وسلامة مهمتنا، وثقتنا في أنفسنا، وفي تأييد للشعب العظيم لنا، وفوق كل شيء ثقتنا في الله ونصره لنا.

         سيادة الرئيس.. إننا في هذه المناسبة الخالدة إذ نسجد لله العلي القدير الذي أيدنا بروح من عنده في حرب رمضان المجيدة، فإنني باسم كل فرد من أفراد القوات المسلحة أحيي أرواح شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم ورووا بدمائهم الذكية أرض الشرف والكرامة. ومهدوا لنا الطريق إلى النصر، كما أحيي

<3>