إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



خطاب جابوتنسكي في المؤتمر الصهيوني السادس عشر
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 411"

خطاب جابوتنسكي
في المؤتمر الصهيوني السادس عشر
في سنة 1929 (*)

       "ترى ما الوطن القومي؟ إن لهذه الكلمة كما أفهمها معنى واحدا ليس إلا، يتقبله روح الشعب اليهودي، وهو إقامة الدولة القومية التي يكون اليهود فيها أغلبية طاغية وتكون الإرادة اليهودية هي التي تقرر شكل الحياة في المجتمع الذي سيقوم وتوجيهه. وإني لا أعتقد أيضا أن تعبير "الوطن القومي الصريح والشرعي" لا يحمل في وعي الشعب اليهودي إلا هذا المعنى وحده. وفي وسع الناس أحيانا تحت وطأة التهديد بالسلاح أن يدعوا أن تعبير الوطن القومي يحمل معاني أخرى. ولكن إذا سمح لليهود مرة في كل عام كما سمح للمارانوس (1) أن يقفوا أمام قداسة الشعب وأن يعلنوا بصراحة... "أجل لقد عملنا ما عملناه تحت وطأة الإكراه. أجل لقد أنكرنا ما نعتقد أنه حق، ولكن أقسمنا على أي حال".

       "وما الذي تعنيه كلمة فلسطين؟ إنها تعني تلك الأرض التي يكون مظهرها الجغرافي في الأساس على النحو التالي وهو أن نهر الأردن لا يؤلف حدها الفاصل بل ينساب في وسطها".

       "وما الذي تعنيه كلمة الصهيونية ؟ إنها لا تعني شكلا من أشكال المحاولة لتزوير الشعب اليهودي في العالم، بهدف معنوي يلتفون حوله أو بمصدر تعزية لهم في فلسطين. فلقد عني تعبير الصهيونية دائما الحل العملي للمأساة السياسية والاقتصادية والثقافية التي يعيشها الملايين من الناس. وقد يتناقش العلماء فيما إذا كان تحقيقها ممكنا أو لا، وقد يختلفون في تحديد المدة التي يتطلبها تحقيقها ولكن ما أريد تأكيده هو هذا: إن تعبير الصهيونية لم يكن يعني عند شعبنا على الإطلاق مجرد تعزية. وإنما مثل دائما محاولة إنقاذ الملايين من أوضاعهم المؤسية".

       "وأود أن أؤكد أن ميثاق عصبة الأمم أو صك الانتداب، هو التزام على العالم المتحضر. أجل التزام فرض على دولة عظيمة وذيلته بتوقيعها وتعهدها بشرفها لا "لمجرد الابتسام لنا برقة من بعيد" ولا "لمجرد الحفاظ على علاقاتها الودية معنا"، ولكن تنفيذا لوعد قطعته على نفسها وهو أن تقيم عهدا يسهل علينا استيطان فلسطين استيطانا استعماريا، وأن تنظم جهاز الإدارة فيها بشكل يضمن فتح البـلاد على جانبي نهر الأردن لاستقبـال الجماهير الغفيرة من المستعمرين المستوطنين"(2)



       (1) هو الاسم الذي أطلق على اليهود الأسبانيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر، إذ ادعوا اعتناق المسيحية وتنكروا وراءها.
         (2) من كتاب. THE ZIONIST IDEA

<1>