إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير نصف سنوي الأول عن تنفيذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية
17 ديسمبر 1991
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 382 - 385"

ومن ثم أصبحت، بسبب نشاطها الإشعاعي، غير صالحة للاستخدام بسهولة في إنتاج الأسلحة. وعلى الرغم من ذلك، كان لا بد من اعتبار هذه المواد أيضا ذات قيمة استراتيجية مرتفعة بسبب درجة الإثراء التي تصل إلى 93 في المائة. وقد وجد فريق التفتيش الأول التابع للوكالة أن المادة المشععة موجودة في موقعين للتخزين. وكان أحدهما هو حوض الوقود، الذي كان يحتوي على قلب المفاعل ورفوف تخزين الوقود (الذي كان يوجد بالقرب منه حوض فرعي صغير للتخزين)؛ أما الآخر فكان مخزنا للطوارئ نقل إليه خلال حملة القصف الوقود المأخوذ من قلب المفاعل تموز - 2 والحوض المرتبط به. وكان مخزن الطوارئ ذاك، المسمى "الموقع B"، مؤلفا من حفر في منطقة زراعية تبعد بضعة أميال عن مركز التويثة النووي.

الحالة الراهنة

مواد الاستخدام المباشر

          أزيل من العراق في 15 و 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 1991 كل الوقود الجديد الخاص بالمفاعل IRT-5000، بنوعيه المثريين بنسبة 80 في المائة وبنسبة 36 في المائة. وإزالة أهم المواد من الناحية الاستراتيجية تسجل مرحلة هامة في تنفيذ خطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولا يزال يوجد في العراق حاليا 400 غرام من اليورانيوم غير المشعع عالي الإثراء. وستزال هذه المواد عاجلا إذا نجحت المفاوضات التعاقدية الجارية حاليا.

          أما الوقود المشعع فقد نشأت مشاكل شديدة بشأن إعداده للنقل المأمون. والوقود الموجود في الموقع B مخزون في ظل أحوال غير مقبولة بالمرة طبقا للمعايير العادية. فمستويات الإشعاع عالية، ونتيجة لعدم معالجة المياه ونقص المواد الحاوية المناسبة، فإنه لا سبيل إلى تجنب مشاكل التآكل. وقد امتلأ الحوض الموجود في موقع المفاعل IRT-5000 بالأنقاض عندما دمر المفاعل. ولزم الاضطلاع بأعمال دقيقة لتنظيف الحوض وتحسين الأحوال بالقدر الكافي للتحقق من الوقود دون إحداث تلوث خطر بالمنطقة. وقد تم هذا حاليا ويجري رسم الخطط اللازمة لإعداد الوقود للرفع والنقل. وجميع عناصر الوقود في الموقعB ممهورة حاليا بأختام الوكالة.

          وفي البداية، لم يتوافر الاستعداد لدى أي منظمة من المنظمات العاملة في مجال تناول الوقود للتعاقد على إزالة الوقود من العراق. وفيما بعد، أعرب اتحاد مؤلف من منظمات بارزة للنقل وإعادة المعالجة تنتمي إلى دولتين، عن استعداده للدخول في ترتيب تجاري، وتجرى المفاوضات التعاقدية ذات الصلة منذ عدة أشهر. ويرجى أن تتم هذه المفاوضات قريبا. والمبالغ المالية المتعلقة بهذا الموضوع مبالغ ضخمة، كما أن هناك العديد من المشاكل القانونية ومشاكل السلامة التي يلزم حلها قبل أن يستطيع الطرفان إبرام العقد. وإبان هذه الفترة، تقوم أفرقة التفتيش التابعة للوكالة بالتفتيش على الوقود بصفة منتظمة.

البلوتونيوم

          أعلن العراق أخيرا عن وجود ما مجموعه 6 غرامات من البلوتونيوم تم إنتاجها سرا. وقد أزيلت هذه المادة من العراق خلال عملية التفتيش الخامسة التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المواد النووية الأخرى

          منذ صدور إعلاني 18 و 27 نيسان/ أبريل، أسفرت عمليات التفتيش عن إعلان العراق عن 400 طن تقريبا من المواد الإضافية، وهي يورانيوم طبيعي في أشكال مختلفة تتراوح بين مركزات اليورانيوم الأصفر والمنتجات الكيميائية المعالجة. وإن كانت هذه المواد ليست بالتي تصلح للاستعمال في صنع الأسلحة، فإنها تندرج ضمن نطاق قرار مجلس الأمن 707. وكان كثير من هذه المواد مخبأ إما بتشتيته أو بدفنه في مناطق صحراوية. ولذلك مضى وقت قبل الانتهاء من استعادة كل هذه المواد وتجميعها في موقع يسهل فيه تحديد هويتها والتحقق منها. وقد اكتملت الآن الأنشطة التقنية اللازمة للتحقق من هذه المواد، ووضعت الأختام عليها.

المعـدات

          جاء في خطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأولوية ستعطى لتحديد مرافق ومواد البحث والتطوير والدعم والإنتاج التي لها صلة أو ارتباط بمعالجة الوقود المشعع والإثراء النظيري. وعقب كل عملية تفتيش تم تقديم تقرير عن كمية المرافق والمعدات المكتشفة، ولذلك لن تذكر في هذا المقام إلا بإيجاز. وكان الاكتشاف الأكبر هو برنامج الإثراء بالفصل الكهرومغنطيسي للنظائر، ونطاق هذا البرنامج. وقد بذل العراق جهدا كبيرا لإخفاء وجود هذا البرنامج عن المفتشين، وذلك بتشتيت المعدات، وبدفنها في كثير من الحالات في مناطق نائية. وبالقدر الذي يمكن ضبطه في هذه الظروف، تم الآن تقديم حساب واف عن معظم معدات هذا البرنامج الإثرائي. وتم جمع الأجزاء المتبقية ووضعها في موقع واحد والشروع في تدميرها بانتظام أثناء القيام بعمليات التفتيش الماضية. ويشمل هذا التدمير قطع الأجزاء القطبية من المغنطيسات (بشعلة بلازمية خاصة) وقطع غرف التفريغ والمعدات المرتبطة بها. وهكذا تم حتى الآن قطع ثمانية أقطاب مغنطيسية وجميع غرف التفريغ.

          وبالإضافة إلى برنامج الإثراء هذا، كان هناك برنامج جار لصنع طاردات مركزية. ولذلك تم تدمير أو نقل معداته بانتظام. وعلى وجه الخصوص تم نقل بعض الأجزاء الدوارة وقطع من المحامل لفحصها وتحديد نطاق البرنامج وطبيعته، هذا في الوقت الذي تم فيه تهشيم مكونات الطرد المركزي. وتم تدمير الآلات الخاصة التي استعملت في إنتاج الطاردات المركزية، أو إبطالها بقطع أجزائها الأساسية.

<2>