إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



الكتاب الأبيض الذي أصدره وزير المستعمرات البريطانية "مستر تشرشل" في يونيه سنة 1922
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 325 - 328"

الكتاب الأبيض
الذي أصدره وزير المستعمرات البريطانية
"مستر تشرشل" في يونيو سنة 1922 (*)

    نظر وزير المستعمرات مجددا فى الحالة السياسية الحاضرة فى فلسطين برغبة صادقة بغية الوصول إلى حل - للمسائل المعلقة التى أفسحت مجالا للغموض والقلق اللذين استحوذا على بعض طبقات من السكان. وقد وضع البيان التالي بعد استشارة المندوب السامى لفلسطين وهو يتضمن خلاصة الأجزاء المهمة من المخابرات التى دارت بين وزير المستعمرات ووفد الجمعية الإسلامية المسيحية في فلسطين الذي مضى على وجوده بعض الزمن في انكلترا وغير ذلك من الاستنتاجات الأخرى التى تم الوصول اليها مند ذلك الحين.
    إن التوتر الذي ساد فلسطين من حين إلى آخر يعزى معظمه إلى مخاوف أخذت تساور بعض طبقات من السكان العرب واليهود. أما مخاوف العرب فبعضها مبني على تفاسير مبالغ فيها لمعنى التصريح الذي أعطى بالنيابة عن حكومة جلالته فى اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917 والذي يحبذ انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ذلك لأنه نشرت بيانات غير رسمية بأن الغاية المنشودة هي جعل فلسطين يهودية برمتها واستعملت عبارات قيل فيها إن فلسطين ستصبح يهودية كما أن انكلترا انكليزية. فحكومة جلالته تعتبر هذه الآمال غير قابلة للتحقيق وتعلن أنها لا ترمي إلى مثل هذه الغاية وإنها لم تفكر قط في اخضاع أو محو السكان العرب أو القضاء على لغتهم وآدابهم في فلسطين كما يتخوف الوفد العربي - وهى تلفت النظر إلى أن عبارات التصريح المنوه بها لا تشير إلى تحويل فلسطين بجملتها وجعلها وطناً قوميا لليهود بل إنما تعنى بأن وطنا كهذا يؤسس في فلسطين. ومما يلاحظ بسرور فيما يتعلق بهذا الأمر أن المؤتمر الصهيوني الذي عقد في كارلسباد في شهر آيلول سنة 1921 وهو المجلس الأعلى المسيطر على الجمعية الصهيونية اتخذ قرارا أعرب فيه رسميا عن المقاصد الصهيونية جاء فيه:
    "إن الشعب اليهودي عقد النية على أن يعيش مع الشعب العربي باتحاد واحترام متبادلين وأن يسعيا معا لجعل هذا الوطن المشترك زاهراً بحيث يضمن تجديده الرقي القومي لكل من الشعبين بسلام".
    وهنالك أمر آخر لابد من لفت النظر إليه وهو أن اللجنة الصهيونية فى فلسطين المعروفة الآن باللجنة التنفيذية الصهيونية لا ترغب فى أن يكون لها كما أنها لا تملك أي قسط فى إدارة البلاد العامة والمركز الخاص الذي تشغله الجمعية الصهيونية بموجب المادة الرابعة من صك الانتداب لا يخولها صلاحية تولي هذه الوظيفة وإنما ينحصر


       (*) من كتاب "وثائق القضية الفلسطينية" اصدار جامعة الدول العربية

<1>