إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الكتاب الأبيض الذي أصدره وزير المستعمرات البريطانية "مستر تشرشل" في يونيه سنة 1922
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 325 - 328"

مركزها الخاص فى التدابير التي تتعلق باليهود ومساعدة البلاد في تقدمها دون أن يخولها ذلك حق الاشتراك بصورة ما في حكومتها.
         وفضلا عن ذلك فإن الحكومة تفكر في جعل جنسية الأهالي في نظر القانون الجنسية الفلسطينية ولم يقصد قط أن يكون للأهالي أو لأي فئة منهم صفة قانونية أخرى.
         أما فيما يتعلق بسكان فلسطين اليهود فالظاهر أن بعضهم يخشى أن تنحرف حكومة جلالته عن السياسة المدرجة في التصريح الصادر فى سنة 1917 ولذا من الضروري التأكد مرة أخرى بأن هذه المخاوف لا أساس لها وأن ذلك التصريح الذي تأيد في مؤتمر دول الحلفاء الكبرى المنعقد في سان ريمو ثم معاهدة سيفر هو غير قابل للتغيير.
         وقد أعاد اليهود في الجيلين أو الثلاثة الأجيال الأخيرة إنشاء طائفة لهم في فلسطين يبلغ عددها الآن ثمانين ألفا ربعهم تقريبا مزارعون أو عملة فى الأرض ولهذه الطائفة إدارات سياسية خاصة منها مجمع منتخب لإدارة شئونها الداخلية ومجالس منتخبة في المدن وهيئة تشرف على مدارسها ورئاسة حاخامين ومجلس رباني لإدارة شئونها الدينية وتدار أعمالها أي هذه الطائفة باللغة العبرية كلغتها الوطنية ولها صحف عبرية تفي بحاجتها. وهي تتبع نمطاً تهذيبيا يميزها عن سواها وتبدي نشاطاً كبيراً في الحركة الاقتصادية. فهذه الطائفة بسكان المستعمرات والمدن وهيئاتها السياسية والدينية والاجتماعية ولغتها الخاصة وعوائدها وطرق معيشتها الخاصة لها في الحقيقة مميزات قومية. ومتى سأل سائل ما هو معنى ترقية الوطن القومي اليهودي في فلسطين يمكن أن يجاب على ذلك بأنه لا يعنى فرض الجنسية اليهودية على أهالي فلسطين إجمالاً بل زيادة رقي الطائفة اليهودية بمساعدة اليهود الموجودين فى جميع أنحاء العالم حتى تصبح مركزا يكون فيه للشعب اليهودي برمته اهتمام وفخر من الوجهتين الدينية والقومية. ولكن حتى يكون للطائفة اليهودية أمل وطيد في تقدمها الحر ويفسح للشعب اليهودي مجال واف لكي يظهر فيه مقدرته كان من الضروري أن يعلم أن وجوده في فلسطين هو كحق وليس كمنه. ذلك هو السبب الذي جعل من الضروري ضمان إنشاء الوطن اليهودي ضمانا دوليا والاعتراف رسميا بأنه يستند إلى صلة تاريخية قديمة.
         هذا إذن التفسير الذي تفسر به حكومة جلالته تصريح سنة 1917 ويرى وزير المستعمرات أن هذا التصريح إن فهم على هذا الوجه لا يتضمن صراحة أو ضمنا شيئاً من شأنه أن يثير مخاوف عرب فلسطين أو يسبب استياء لليهود.
         ومن الضروري لأجل تطبيق هذه السياسة تمكين الطائفة اليهودية في فلسطين من زيادة عددها بالمهاجرة. ولكن هذه المهاجرة لا يمكن أن تكون كبيرة إلى حد يزيد في أية ظروف كانت على مقدرة البلاد الاقتصادية في قبول مهاجرين جدد إذ ذاك ومن الضروري عدم صيرورة المهاجرين عالة على أهالي فلسطين عموماً وعدم حرمان أي فئة من السكان الحاليين من أشغالها. وقد جرت المهاجرة حتى الآن على هذه الشروط وبلغ عدد المهاجرين منذ الاحتلال البريطاني نحو 25 ألف مهاجر ومن الضروري أيضا ضمان عدم ادخال الأشخاص غير المرغوب فيهم سياسياً إلى فلسطين. وقد اتخذت الإدارة وستتخذ كل الاحتياطات لهذه الغاية.
         وفي النية تأليف لجنة خاصة في فلسطين من أعضاء المجلس التشريعي الجديد المنتخبين من الأهالي للبحث مع الإدارة في الأمور المتعلقة بتنظيم المهاجرين فإذا وقع خلاف في الرأي بين هذه اللجنة والإدارة يرفع الأمر إلى حكومة جلالته وهي تعيره اهتماما خاصاً وفضلاً عن ذلك فلكل طائفة مذهبية أو أي قسم كبير من أهالي فلسطين توفيقا

<2>