إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية حول زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 13، ط 1، ص 521 - 523 "

بيان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية حول
زيارة الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر
العربية، لإسرائيل.

دمشق، 1 /12 /1977

( " وفا "، ملحق خاص، بيروت، 1/ 12 /1977، ص 1 )

          اجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق بتاريخ 30 / 11 / 1977، برئاسة الأخ خالد الفاهوم، وبحضور الأخ " ابو عمار "، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية - القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وأعضاء اللجنة التنفيذية.

          وقد قدمت اللجنة التنفيذية عرضا شاملا للموقف العربي الراهن، والنتائج الخطيرة على النضال العربي، الناجمة عن زيارة السادات الى القدس وفلسطين المحتلة. وبنتيجة ما دار في المجلس من مناقشات وتحليلات في موضوع زيارة السادات، انتهى المجلس الى ان الزيارة التي قام بها السادات الى الكيان الصهيوني، خلال فترة عيد الاضحى المبارك، تشكل بحد ذاتها، وبالنتائج التي اخذت تتوالى بعدها، انتهاكا خطيرا لمبادئ النضال العربي ضد العدوان الصهيوني الامبريالي الذي بدأ في ارض فلسطين منذ مطلع هذا القرن، وتتالت حلقاته تصاعدة بالخطورة سواء في عام 1948، حين اعلن قيام دولة العدو الصهيوني على حساب شعبنا وتشرده، وفي الحروب العدوانية التي تلت، والتي كشفت عن ان اطماع العدو الصهيوني غير محصورة في فلسطين، وانما تشمل المنطقة العربية بأسرها. ان زيارة السادات تختلف في مخاطرها عن كل ما واجهه النضال العربي في هذه الحقبة من صعوبات ومحن نجمت عن طبيعة الصراع ومقاومة القوى المعادية، ذلك ان هذه الزيارة طعن داخلي لجوهر الموقف العربي من الصراع، وتجسيم خطير لمنطق العدو الصهيوني، وتخل عن الحق العربي الفلسطيني، وتصديع للصف العربي، وانتهاك لميثاق جامعة الدول العربية ومقررات مؤتمرات القمة العربية، وخاصة قمتي الجزائر والرباط، واصرار على اخراج مصر العربية من جبهة الصراع مع العدو.

          ان هذه السياسة الاستسلامية التي قادت الى الزيارة، واتبعت بدعوة العدو الصهيوني الى اجتماع يعقد في القاهرة، تشكل خطرا جديدا على الثورة الفلسطينية، وخيانة عظمى للقضية الفلسطينية والعربية. ان هذا الاصرار من قبل السادات على الامعان في سياسة التسليم الى شروط العدو والامبريالية الاميركية. يشكل اكبر ضربة للقضية الفلسطينية منذ ان بدأت هذه القضية، بأن هذه السياسة وضعت كل مقدراتها بيد الامبريالية الاميركية، والكيان الصهيوني قاعدتها واداتها الرئيسية في الشرق الاوسط. ان زيارة السادات تشكل كذلك انفراجا للكيان الصهيوني، وفرصة للتنفس والبدء بتنفيذ مرحلة جديدة من المخططات الهادفة الى استكمال السيطرة على الارض العربية، واستغلال الموارد العربية، وتحويل المنطقة

<1>