إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رسالة الملك الحسن الثاني العاهل المغربي إلى السيد أنور السادات الرئيس المصري بشأن قضية القدس
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 602"

رسالة الملك الحسن الثاني العاهل المغربي إلى السيد أنور السادات الرئيس المصري بشأن قضية القدس.

المملكة المغربية، 26/ 7 /1980

(سفارة المملكة المغربية في لبنان، بيروت، رقم الرسالة: 586 / 5، 9/ 8/ 1980)

        فخامة الأخ الرئيس محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية.

        في شهر رمضان المعظم الذي انزل فيه القرآن وفي ظلاله المعطرة بالإيمان وفي أيامه الغرّ التي تذكرنا بانتصار الإسلام في غزوة بدر في الأولين وبالانتصار الذي حققتموه في رمضان منذ بضع سنين في هذه الأجواء المفعمة بالقدسية والخشوع العامرة بأمجاد الماضي وآلام الحاضر وآمال المستقبل، يتخذ البرلمان الصهيوني قرارا يتحدى به شعور المسلمين وعقيدتهم وكرامتهم وذلك باعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

        فبصفتي رئيسا للجنة القدس أتوجه إلى قلبكم المؤمن وانتم الرئيس لشعب لا يجهل احد ما أسداه على توالي الحقب والقرون وما قدمه من جهود وتضحيات في سبيل نصرة الإسلام وعزة المسلمين واعلاء كلمة الله ونشر الحضارة الإسلامية. كما أنه لا احد يستطيع إنكار الدور القيادي الذي اضطلعت به مصر بعد قيام الجامعة العربية في الدفاع عن شقيقاتها من الدول المحرومة آنذاك من الحرية والاستقلال، وان المغرب الذي قاسى محنة الاستعمار، أول من يعرف ويقدر اجل التقدير واكرمه دور مصر كدولة وكعضو في الجامعة العربية ولا سيما أيام نفي جلالة المغفور له والدنا المنعم محمد الخامس طيب الله ثراه. وان الأجيال الحاضرة والمقبلة لتعلم وستعلم ضخامة العبء الخاص والثقيل الذي تحملته مصر وجيشها المقدام، والحظ الأوفر من التضحيات الجسام في بحر ثلاثين سنة ومنذ قيام الكيان الصهيوني، وأنني لأقدر شخصيا كرئيس دولة واقيم التقييم الدقيق ما عليكم من واجبات لتحرير مصر من الاستعمار والوجود العسكري، إلا إنني كزميل في المهنة وكعربي ومسلم وصديق أظن ان مصالح الأسرة الصغيرة يجب ان تذوب وتنمحي أمام مصلحة الأسرة الكبيرة.

        ان الدول العربية مهما كان شأن مصالحها فان الواجب

<1>