إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية والدولية
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 507 - 513"

ووحدته ومصيره وأرضه ومقدساته ومستقبله.

          عاشراً: وعندما يتم الايحاء بأن التسوية جاهزة وان الفرصة سانحة وان كل تعقيدات الازمة قد حلت ولم يبق سوى موقف منظمة التحرير فان وجهة نظرنا ووفق ما لدينا من معلومات بما فيها المواقف الامريكية والصهيونية ترى في ذلك نوعاً من مصادرة الحقائق وتبسيط الامور على نحو يبتعد كثيراً عن المنطق السياسي والحسابات الدقيقة والصحيحة لمجمل الاوضاع المعقدة في ازمة الشرق الاوسط، فالولايات المتحدة ورغم كل محاولات البعض اظهار ما يوصف بالتطور الايجابي في موقفها لا تزال تصر على منح اسرائيل حق الاعتراض على كل ما لا يلائمها من افكار السلام ومشاريعه وما تزال تصر على انها في غير وارد الضغط على اسرائيل لقبول حلول متوازنة حتى في حدودها الدنيا بل انها بالمقابل تركز ضغطها على الطرف الفلسطيني والاردني والعربي للانصياع للشروط الاسرائيلية القائمة على حسابات القوة وغطرستها ثم ان منظمة التحرير يهمها ان توضح بأن مسألة السلام في الشرق الاوسط لا يمكن منطقياً وعملياً ان تكون خاضعة لفرص عابرة او لمجرد ايحاءات غامضة لا تستند الى اسس واضحة وراسخة خاصة وان التجارب المتكررة مع الولايات المتحدة ومن خلال الوقائع الملموسة وحتى من خلال الخطاب الذي القاه الملك حسين كانت دائماً تصل الى طريق مسدود وان تراجع الولايات المتحدة عن وعودها صار سمة مميزة للموقف الامريكي ومن هنا فان اصرار منظمة التحرير الفلسطينية على توفير الاسس الراسخة للحل العادل لا يعني تشنجاً او تشدداً عشوائياً بل انه في جوهره وغايته يؤكد حرصاً مسؤولا على بلورة سلام حقيقي عادل تضمن فيه حقوق الشعب الفلسطيني بعيداً عن التقلبات والمناورات والمؤامرات ومن هذا المنطلق فقد قدمت منظمة التحرير الفلسطينية اثناء المباحثات الاخيرة في عمان ثلاث صيغ لدفع عجلة المباحثات باتجاه ايجابي لاحلال السلام العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية والنزاع في الشرق الاوسط الا ان هذه الصيغ رفضت جميعها من قبل الادارة الامريكية كما ابلغنا الاردن.

          ان منظمة التحرير الفلسطينية ومن موقفها الوطني والقومي واستناداً الى قرارات المجالس الوطنية والثوابت الفلسطينية تؤكد بمبدئية راسخة حرصها على تحقيق مسار ايجابي للعلاقة الاردنية الفلسطينية انطلاقا من كون هذه العلاقة بخلفياتها وآفاقها وتميزها يجب ان تظل بمنأى عن التقلبات والمتغيرات العارضة بحيث تلتزم أولاً وأخيراً

<12>