إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب "حماس الفكر والممارسة السياسية"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.

على سياسة وإدارة الكيان، وكانت سياسة الردع التي تبناها الكيان الصهيوني منذ عقود هي السياسة التي لا يتم الخلاف عليها، لذلك نفذت بعنجهية عملية حمام الشط التي قصفت فيها مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في [تشرين الأول] أكتوبر عام 1985، وكل ذلك كان يتم بدعم وتشجيع كاملين من قبل الإدارة الاميركية والمعقود عليها الآمال العربية بتحقيق طموحات القمم المختلفة !!
         وعلى الصعيد الدولي كانت الولايات المتحدة قد تقدمت خطوات واسعة بعيداً عن الاتحاد السوفياتي في فرض إرادتها وهيمنتها، ليس على المنطقة فحسب، بل وفي العالم بأسره، إذ كانت المشاكل المتفاقمة يوماً إثر يوم داخل الاتحاد السوفياتي تتطلب منه الالتفات إلى الوضع الداخلي فأنتج التركيز الشديد على ذلك تراجع أولويات الإدارة السوفياتية وانسحابها التدريجي من الصراعات الإقليمية وترك الساحة للأميركان، وانتهى الدور السوفياتي إلى شكل مخيب للآمال بصورة لم يتوقعها حلفاؤه العرب، ومنهم جزء من الفلسطينيين.

         ومع منتصف عام 1987 تراجع مشروع المؤتمر الدولي لحل "قضية الشرق الأوسط" بسبب الموقف الصهيوني- الأميركي وإلى غير رجعة، وظهر مشروع التقاسم الوظيفي بين الكيان الصهيوني والأردن الذي طرحه حزب العمل الحاكم آنذاك في دولة العدو الصهيوني.

         وأمّا على صعيد الصحوة الإسلامية فقد شهدت فلسطين تطوراً واضحاً وملحوظاً كغيرها من الأقطار العربية، الأمر الذي جعل الحركة الإسلامية تنمو وتتطور فكرة وتنظيماً، سواء في فلسطين المحتلة عام 1948، أو في الضفة الغربية وقطاع غزة.

         وأصبح التيار الإسلامي في فلسطين يدرك أنه يواجه تحدياً عظيماً مرده إلى أمرين اثنين:
         الأول: تراجع القضية الفلسطينية إلى أدنى سلم أولويات الدول العربية.
         الثاني: تراجع مشروع الثورة الفلسطينية من استراتيجية الكفاح المسلح إلى التسوية السياسية المفروضة على الشعب الفلسطيني، وفي ظل هذين التراجعين، مع نضوج خميرة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وليس من خارجه، كان لابد من مشروع فلسطيني إسلامي جهادي،، بدأت ملامحه في أُسرة الجهاد عام 1981 ومجموعة الشيخ أحمد ياسين عام 1983 وغيرها. ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لاكتمال مشروع جديد لتحرير فلسطين يقوم على أسس جديدة، فكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي كان لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين بشكل خاص دور أساسي في تأسيسها.

ثالثاً: هوية (حماس) السياسية
         
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة جهادية شعبية تسعى إلى تحرير

<3>