إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب "حماس الفكر والممارسة السياسية"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.

فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، تستند في فكرها ووسائلها وسياساتها ومواقفها إلى تعاليم الإسلام وتراثه الفقهي، وتضم في صفوفها كل من آمن بفكرها ومنطلقاتها واستعد لتحمل تبعات الجهاد والكفاح من أجل تحرير فلسطين وإقامة دولة إسلامية مستقلة فيها وهي بذلك منظمة شعبية واسعة، وليست تنظيماً حزبياً أو فئوياً ضيقاً، وتعتقد أنها بما تملك من رؤى وتصورات ومواقف وسياسات هي إضافة جوهرية ونوعية لفصائل العمل الوطني، وهي ليست بديلاً لأحد، وترى بأن ساحة العمل الوطني الفلسطيني تتسع لكل الاجتهادات والرؤى.

رابعاً: رؤيتها لطبيعة الصراع

وطريقة إدارته

          تعتقد (حماس) ان الصراع الدائر بين العرب والمسلمين والصهاينة في فلسطين صراع حضاري مصيري لا يمكن إنهاؤه إلا بزوال مسببه وهو الاستيطان الصهيوني في فلسطين. فالمشروع الصهيوني الاستيطاني العدواني مشروع مكمل للمشروع الغربي الذي يستهدف سلخ الأمة العربية والإسلامية من جذورها الحضارية، وتكريس الهيمنة الصهيونية الغربية عليها من خلال استكمال مشروع إسرائيل الكبرى، وفرض هيمنتها السياسية والاقتصادية عليها، وما يترتب عليه من تكريس حالة الفرقة والتخلف والتبعية التي تعيشها الأمة العربية الإسلامية. والصراع بهذا الشكل هو صورة من صور الصراع بين الحق والباطل، الذي يوجب على العرب والمسلمين نصرة الشعب الفلسطيني، وتحمل تبعات الجهاد معه ضد الوجود الصهيوني لاستئصاله من فلسطين والحيلولة دون امتداد خطره للدول العربية والإسلامية الأخرى. وتعتقد (حماس) أن المشروع الصهيوني الاستيطاني لا يمكن اقتلاعه إلا بالجهاد الشامل الذي يعتبر الكفاح المسلح أداته المركزية. وترى (حماس) أن خير طريقة لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني، هي حشد طاقات الشعب الفلسطيني لحمل راية الجهاد والكفاح ضد الوجود الصهيوني في فلسطين بكل السبل الممكنة، وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، لحين استكمال شروط حسم المعركة مع العدو من نهوض الأمة العربية والإسلامية واستكمال أسباب القوة وحشد طاقاتها وإمكاناتها وتوحيد إرادتها وقرارها السياسي.

          وإيماناً بقدسية فلسطين ومنزلتها الإسلامية، وإدراكاً لأبعاد ومخاطر المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين، فإن (حماس) تعتقد أنه لا يجوز بحال من الأحوال التفريط بأي جزء من أرض فلسطين، أو الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني لها.

خامساً: استراتيجية الحركة
          انطلاقاً من فهمنا لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، وارتباطه بالمشروع الغربي لإلحاق الأمة العربية والإسلامية بالحضارة الغربية، وفرض التبعية والتخلف عليها،

<4>