إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (مذكرة تعريفية).
المصدر: خالد الحروب "حماس الفكر والممارسة السياسية"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 2، 1997، ص 308- 317.

إلى أي ساحة دولية، وليس وارداً في خطة (حماس) العمل على ضرب المصالح والممتلكات الأجنبية للدول.

سابعاً: موقف الحركة

من التسوية السياسية

          تستند (حماس) في تحديد موقفها من التسوية السياسية على عاملين اثنين هما:
          أولاً: فهمها العميق لتركيبة العدو الصهيوني، وخلفياته الفكرية المستندة للتوراة والتلمود، وكتابات مؤسسي الحركة الصهيونية، والتمسك بأسطورة أرض الميعاد وشعب الله المختار، وشعار أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وإسرائيل الكبرى.

          وإدراكاً لعمق المكر الذي ترتب على اتفاقيات الهدنة عام 1949، واتفاقيات "كامب ديفيد"، كل ذلك يجعلنا نعتقد بأن العدو الصهيوني يريد من التسوية السياسية أن تكون محطة للانطلاق نحو مرحلة جديدة من مخططه الاستيطاني التوسعي، وهو قادر على إنجاز ذلك نظراً لاختلال ميزان القوى الإقليمي الدولي لصالحه بشكل واضح وجلي.

          ثانياً: إن مبدأ التسوية السياسية أياً كان مصدرها، أو أياً كانت بنودها فإنها تنطوي على التسليم للعدو الصهيوني بحق الوجود على جزء من فلسطين، هو أمر يدخل في دائرة النظر الفقهي في منظورنا، وبالتالي لا يجوز القبول به، فأرض فلسطين أرض إسلامية مباركة اغتصبها الصهاينة عنوة، ومن واجب المسلمين الجهاد من أجل استرجاعها وطرد المحتل منها.

          وبناءً على ذلك، فقد رفضت الحركة مشروع شولتس وبيكر ونقاط مبارك العشر وخطة شمير وغيرها، وتعتقد (حماس) أن أخطر مشاريع التسوية التي طرحت حتى الآن هو مشروع الحكم الإداري الذاتي المطروح حالياً في مفاوضات واشنطن، وتأتي خطورته ليس فقط من مضمونه الذي يعني الإقرار بشرعية السيادة الصهيونية على جميع أنحاء فلسطين، وتطبيع العلاقات الصهيونية العربية وإطلاق يد الهيمنة الصهيونية على المنطقة فحسب، بل تأتي الخطورة من رضا وموافقة طرف فلسطيني وإن كان لا يمثل الشعب الفلسطيني تمثيلاً حقيقياً، حيث يعني ذلك إغلاق الملف الفلسطيني وحرمان الشعب الفلسطيني من حق المطالبة بحقوقه المشروعة، أو استخدامه الوسائل المشروعة للحصول عليها، فضلاً عن تكريس حرمان معظم الشعب الفلسطيني من العيش في أرضه ووطنه، وما يترتب على ذلك من نتائج قد لا يقتصر تأثيرها على الشعب الفلسطيني فحسب، بل يتعدى ذلك للشعوب العربية.

          ونظراً لخطورة التسوية المطروحة حالياً، فقد تبنت الحركة موقفاً يقوم على النقاط التالية:
          1 - توعية الشعب الفلسطيني بخطورة مشروع الحكم الإداري الذاتي والآثار

<7>