إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة هامة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الملوك والرؤساء والوزراء المجتمعين في شرم الشيخ.
المصدر: خالد الحروب "حماس الفكر والممارسة السياسية"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، ط 2، 1997، ص 346- 352.

          إن عمليات كتائب عز الدين القسّام العسكرية تتركز على وحدات الجيش والتشكيلات العسكرية الموازية وكانت بعض هذه المواجهات بين ثلاثة من مجاهدي الحركة وألف من جنود الجيش الإسرائيلي بأسلحتهم الثقيلة والطائرات العمودية المساندة وبعضها كان هجوماً على معسكرات لوحدات الجيش المكلفة بقمع المواطنين وإرهابهم.

          ورغم تواضع إمكانات المجاهدين الفلسطينيين أمام إمكانات السلطات الإسرائيلية فإنهم يظهرون عزماً على الاستمرار في هذه المواجهة غير المتكافئة، لقناعتهم أنهم يمارسون حقاً مشروعاً وفق القانون الدولي والقرارات الدولية وأسس ومنطلقات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ما لم يتدخل المجتمع الدولي ويوقف الإرهاب الإسرائيلي عند حده، ويلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة، وهم في نفس الوقت يؤكدون على التزام الضوابط والموازين الإسلامية التي تؤكد على كل ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقات جنيف الرابعة. ولكنهم في نفس الوقت يعتقدون أنهم يخوضون حرباً مع الاحتلال تعتبر خلالها كل أدواته القمعية والإرهابية أهدافاً مشروعة.

          إن قيام إسرائيل المستمر بإغلاق الضفة والقطاع، واقتحام القرى ومنع حركة المواطنين بين المدن، ودخول هذه المناطق لاعتقال المطلوبين وإعلان مناطق أخرى مناطق عسكرية مغلقة، إضافة إلى وجود الاستيطان بكثافة والذي يعد مظهراً من المظاهر التي صنعها الاحتلال، ومنع قياديين في السلطة الفلسطينية من الحركة بين المدن أو دخول بعضها كما حدث عند منع ياسر عرفات من دخول مدينة نابلس بعد عمليات عسكرية قامت بها حماس، إن كل ذلك يؤكد استمرار الحكومة الإسرائيلية بممارسة الوظائف الحكومية خصوصاً الأمنية منها، وأن الاحتلال لم يُزل نهائياً مما يجعل انطباق مشروعية المقاومة المسلحة قائماً برغم توقيع اتفاقيات السلام الحالية.

          ورغم رفض حركة حماس للمشروع الإسرائيلي للحكم الذاتي الذي يناقض كل قرارات الأمم المتحدة ويناقض مبادئ وأسس القانون الدولي، فضلاً، عن أنه ينطوي على ظلم وتزوير صارخ للحقيقة والتاريخ ولجعل مستقبل أبناء فلسطين في مهب الريح، ورغم قرار الحركة بعدم المشاركة في هذه المسيرة إلا أنها لم تمارس أي نوع من أنواع العنف أو الاغتيال السياسي ضد الطرف الفلسطيني الذي شارك في هذه المسيرة.

          إن حركة (حماس) تتبنى برنامجاً سياسياً وكفاحياً تعتقد أنه الأكثر أهلية لإنهاء الاحتلال من مشروع الحكم الذاتي الضعيف وهي تعلن أنها مع السلام القائم على الحق والعدل وإعادة الحقوق.

          وإن التعريف السليم لحركة (حماس) في ضوء ما سبق يكون باعتبارها حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي العسكري كما أنها حركة بناء وتأسيس للمجتمع الفلسطيني وهي حركة وطنية تعبر عن طموح وآمال الشعب الواقع تحت

<5>