إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الملكية لفلسطين 7 يوليو سنة 1937
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 599 - 627"

الهجوم فيها على اليهود وحدهم بل تناول حكومة فلسطين أيضا كما كانت الحالة في اضطرابات سنة 1933 - وقد كانت الظاهرة الجديدة التى بدرت في هذه الاضطرابات الأخيرة الدور الذى لعبه ملوك العرب وأمراؤهم في البلاد العربية المجاورة في انهاء الاضراب.

        ولقد كانت الأسباب الأساسية لاضطرابات سنة 1936 كما يلى:
1 - رغبة العرب في نيل الاستقلال القومى.
2 - كرههم لانشاء الوطن القومى اليهودى وتخوفهم منه.

        وهذان السببان هما بذاتهما السببان اللذان أديا الى الاضطرابات السابقة ولقد كانا على الدوام متصلين معا بصورة لا تنفصم عراها. وهناك كثير من العوامل الثانوية الأخرى التى ساعدت على نشوب الاضطرابات نذكر أهمها فيما يلى:

1 - انتشار الروح القومية العربية خارج فلسطين.
2 - ازدياد هجرة اليهود منذ سنة 1933.
3 - الفرصة المتاحة لليهود بالتأثير على الرأى العام في بريطانيا.
4 - عدم ثقة العرب في اخلاص الحكومة البريطانية.
5 - فزع العرب من استمرار شراء الأراضى من قبل اليهود.
6 - عدم وضوح المقاصد النهائية التى ترمى اليها الدولة المنتدبة.

الفصل الخامس - الحالة الحاضرة:
        
إن الوطن القومى اليهودى قد خرج عن طور التجربة ولقد كان نمو سكانه مقرونا بتطورات سياسية واجتماعية واقتصادية تطابق الأسس التى وضعت لها في بادئ الأمر والحدث الرئيسى هو ما طرأ على المدن والصناعات من التقدم والتوسع وهناك فرق جلى يسترعى الأنظار بين الصبغة الديمقراطية والعصرية الأوروبية في صميمها التى يصطبغ بها الوطن القومى وبين العالم العربي الذى يحيط به فالروح السائدة في الوطن القومى اليهودى هى ذات صبغة قومية شديدة، وليس ثمة مجال للامتزاج أو الاندماج بين الثقافة اليهودية والثقافة العربية والوطن القومى لا يمكن أن يكون شبه قومى.

        فشكل الحكم القائم في مستعمرات التاج لا يلائم أناسا ديموقراطيين ومثقفين ثقافة عالية كجماعة الوطن القومى وحكومة كهذه من شأنها أن تغذى روح عدم الشعور بالمسئولية غير المحمودة الأثر.

        والوطن القومى يجنح الى اسراع الخطى في تقدمه لا لمجرد رغبة اليهود في الفرار من أوروبا بل بسبب القلق السائد حول ما سيحل بفلسطين في المستقبل.

        لقد ازداد عدد السكان العرب زيادة كبرى منذ سنة 1920 ونالوا بعض النصيب من رفاهية فلسطين المتزايدة. فكثير من أصحاب الأملاك من بينهم استفادوا من بيوع الأراضي ومن استثمار الأثمان التى جنوها من بيعها استثمارا مربحا والفلاحون هم

<3>