إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) هرتزل حول مقابلته مع دوق بادن الأكبر
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 77 - 78"

الدوق إلكبير يعلق طيلة الوقت على كلامى بقوله: حبذا لو حصل ذلك. ثم التفت الى هكلر وقال: اظن انه لا أمل من التعاون بين انجلتره والمانية، لان العلاقات بين البلدين سيئة الآن. اتظن ان انجلتره ستسير فى المشروع؟ فقلت: يجب أن يفكر يهودنا الانجليز بالأمر. فقال الدوق الكبير بشىء من الاستياء: اذا استطاعوا ذلك ... قلت: ان القضية ستكون أقوى وقعا اذا اذيع ان دوق بادن الكبيرمهتم بها. فصاح: هذا ليس صحيحا، ليست لي كل هذه السلطة. حبذا لو ساند القضية قيصر المانية او ملك بلجيكة. ولكنى عدت الى التشديد عليه قائلا: ولكن دوقا مجريا مثلك، انت الذى ساعدت فى صنع الامبراطورية الالمانية، أنت الذى يستشيرك قيصر المانيا، اذا أنت سندت المشروع فسوف تثبته. ان سموك هو مستشار القيصر.

        ثم سألنى الدوق الكبير ما اذا كنت عملت شيئا بخصوص السلطان وهنا أخذت اشرح له الفوائد التى ستعود على الشرق من هذا المشروع. اذا تم تقسيم تركية في المستقبل القريب فسوف تقف الدولة التى تقام فى فلسطين دولة حاجزا. هذا ونستطيع ان نلعب دورا كبيرا فى المحافظة على تركية نستطيع ان نسند السلطان سندا قويا بالمال، اذا هو تخلى لنا عن قطعة أرض لا قيمة كبيرة لها عنده.

        وتساءل الدوق الكبير ما اذا كان من الافضل أن يذهب بضع مئات الآلاف من اليهود أولا الى فلسطين ومن ثم تثار القضية. فقلت بحزم: انا ضد هذا لانه يعنى ادخالهم بالسر، مما يعنى ان هؤلاء اليهود سيجابهون السلطان كمتمردين. اريد أن أقوم بكل شىء علانية، أريد ان أعمل ضمن القانون. اذهله كلامى الحازم هذا أولا ولكنه ما لبث ان وافقنى. ثم توسعت فى موضوع الفوائد العامة التى ستجنيها أوربة من هذا المشروع سنرجع الصحة الى مركز الوباء فى الشرق. سنبنى سكك حديد فى آسية - ونشق الطريق للامم المتحضرة، وهذه الطريق لن تكون فى يد دولة كبيرة واحدة بل للجميع. قال الدوق الكبير: ان هذا سيحل المسألة المصرية تتمسك انجلترا بمصر فقط للمحافظة على طريقها للهند، ولكن مصر تكلفها أكثر مما تساوى.

        وسأل هكلر، هل لروسية مخططات فى فلسطين؟ اجاب الدوق الكبير لا أظن ذلك لان روسية ستبقى بعد مدة طويلة مشغولة بالشرق الاقصى.

        وسألته: هل يظن سموك انه باستطاعتى ان أحظى بمقابلة قيصر روسيه؟ قال: ان التقارير الاخيرة تقول بأن القيصر لا يقابل أحدا، انه لا يقابل الا وزراءه عند الضرورة ولا أحد غيرهم. على انه يمكن المحاولة مع هس فربما استطاع ان يضع كتابك بين يديه.


<2>