إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رسالة ايزنهاور إلى الكونجرس الأمريكي في 5 يناير 1957
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1195 - 1200"

إياهما. وتكون غلطة لا تغتفر إذا وقعت الأماكن المقدسة تحت حكم يمجد المادة والإلحاد.

         إن الشيوعية العالمية تسعى لإخفاء أغراضها تحت ستار النية الطيبة وتقديم المعونات السياسية والاقتصادية والعسكرية ويجب على كل أمة حرة أن تنظر بحكمة إلى الأغراض التي يخفيها هذا الستار.

         وتذكروا ماذا حدث في استونيا ولاتفيا وليتوانيا:

         ففي عام 1939 دخل الاتحاد السوفيتي في معاهدات مشتركة لتقديم المساعدات لهذه الدول المستقلة في ذلك الوقت، وقال وزير الخارجية السوفيتي في خطاب ألقاه أمام مجلس السوفييت الأعلى في أكتوبر عام 1939:

         "إننا ننظر إلى المعاهدات المرتقبة على أساس من تبادل المعاملة التام، ونحن نعلم أن الكلام حول صبغ الدول الأطلنطية بالصبغة السوفييتية ما هو إلا خرافة يخدم مصلحة العدو المشترك والعناصر الاستفزازية المعادية للسوفييت" ومع ذلك ففي عام 1940 انضمت لاتفيا، واستونيا وليتوانيا بالقوة إلى الاتحاد السوفييتي.

         واستطاع الاتحاد السوفييتي أن يسيطر على الدول التابعة لأوروبا الشرقية عن طريق القوة، بالرغم من الوعود التي قطعت خلال الحرب العالمية الثانية.

         وبموت ستالين كان هنالك أمل بتغيير هذا الاتجاه. ونحن نقرأ العهد الوارد في معاهدة وارسو عام 1955، وينص على أن الاتحاد السوفييتي سيتبع مع دول شرقي أوروبا مبادئ الاحترام المتبادل لاستقلالها وسيادتها وعدم التدخل في شئونها الداخلية. ولقد رأينا قهر المجر بقوة السلاح، وبعد هذه الكارثة الهنغارية نزلت وعود الاتحاد السوفييتي واحترامه في العالم إلى الحضيض، وتسعى الشيوعية الدولية إلى أن تحصل على نجاح باهر.

         وهكذا لدينا ثلاث حقائق مسلم بها:

1 -

كان الشرق الأوسط دائما هدفا للأطماع السوفييتية وهو اليوم موضع اهتمام الشيوعية العالمية أكثر من أي يوم مضى.

2 -

يتظاهر حكام الاتحاد السوفييتي دائما بأنهم لا يبغون استعمال أية وسيلة لاكتساب أصدقائهم.

3 -

إن الأمم الحرة في الشرق الأوسط تريد أن تقوي نفسها للمحافظة على استمرار استقلالها.

         ومن الطبيعي أن أفكارنا تتجه إلى الأمم المتحدة، أنها حامية للأمم الصغرى حيث ميثاقها يعتبر ضمانا أكيدا للمحافظة على الأمن والسلام العالميين. إن بلادنا منحت تأييدها المطلق للأمم المتحدة بالنسبة للعدوان على هنغاريا ومصر. واستطاعت الأمم المتحدة أن تتوصل إلى وقف إطلاق النار في مصر وانسحاب القوات المعتدية لأنها كانت تتعاون مع الحكومات والشعوب التي تحترم آراء الجنس البشري التي انعكست في الجمعية العامة للأمم المتحدة وأما في حالة المجر فإن الأمر يختلف كثيرا حيث استعمل الاتحاد السوفييتي حق الفيتو في مجلس الأمن الذي أقر انسحاب القوات السوفييتية من المجر وتجاهلت روسيا قرارات الجمعية العامة وتوصياتها بهذا الشأن وتستطيع الأمم المتحدة أن تساعد إلى حد كبير في حماية الحرية ولكنها ليست قادرة كلية على وقف الأطماع السوفييتية.

<3>