إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رسالة ايزنهاور إلى الكونجرس الأمريكي في 5 يناير 1957
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1195 - 1200"

         وفي مثل هذه الظروف التي ذكرتها سابقا تقع مسئولية كبيرة على الولايات المتحدة ورأينا أنه لا يستطيع أحد أن يشك في المبدأ القائل: بأنه من المستحيل استعمال القوة في المجال الدولي للأغراض العدوانية، لذلك يجب عدم الاعتداء على استقلال دول الشرق الأوسط ووحدة أراضيها.

         إن رغبتنا إنما هي في عالم حر وليس في عالم عبيد.

         ومن جهة أخرى نجد أن كثيرا من أمم الشرق الأوسط إن لم تكن كلها واعية للأخطار النابعة عن الشيوعية العالمية فهي ترحب بتعاون أوثق مع الولايات المتحدة إيمانا منها بأهداف الأمم المتحدة في الاستقلال والتقدم الاقتصادي والروحي.

         وفي مثل هذه الظروف أعتقد أنه من الضروري الحصول على تعاون الكونجرس بهذا نستطيع أن نضمن التأكيدات اللازمة لصد العدوان ومنح الثقة والتشجيع للأمم المتحدة التي تقدس الحرية، وبهذا أيضا نقف في وجه الأخطار ألتي تهدد حرية العالم.

         وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت عدة قرارات عملية حيال الشرق الأوسط:

         هنالك التصريح الثلاثي الذي أذيع في 25 من مايو عام 1950 الذي تبعه تأكيد أمريكا للملك سعود في 9 من أبريل عام 1956. بأن الولايات المتحدة ستقف ضد كل اعتداء يقع على المنطقة باستخدام جميع الوسائل الدستورية.

         وهنالك تصريح 21 من نوفمبر 1956 الذي أعلن عنه وينص على أن الولايات المتحدة تبدي اهتماما كبيرا لكل خطر يهدد استقلال إيران والعراق والباكستان وتركيا ووحدة أراضيها.

         ومع ذلك فإن ضعف الموقف الحاضر وتزايد خطر الشيوعية العالمية جعلاني أقتنع بأن سياسة الولايات المتحدة الأساسية يجب أن تتمثل في تعاون الكونجرس والسلطة التنفيذية، كلما وجدا ضرورة لتنفيذ أقوالنا بصورة عملية.

         وليس خافيا على رئيس الولايات المتحدة والكونجرس أن أي عمل من شأنه أن ينال من حرية الشعوب الحرة ووحدة أراضيها يمس حرية الولايات المتحدة وأمنها.

         واتحدت كلمتنا على مساندة جهاز الأمن التابع للأمم المتحدة، وعاضدنا جهاز الأمن التابع للأمم المتحدة بسلسلة من الاتفاقيات الدفاعية الجماعية ولنا اليوم معاهدات للأمن مع 42 دولة اعترافا منا بأن سلامتها وأمنها مرتبطان بسلامتنا وأمننا. واتحدت كلمتنا على اتخاذ عمل حاسم حيال اليونان وتركيا.

         وهكذا نجد أن الولايات المتحدة استطاعت خلال العمل الموحد بين الرئيس والكونجرس من جهة وبين مجلس الشيوخ بالنسبة للمعاهدات من جهة أخرى بأن تؤمن الحكومات المتحررة والمستقلة ضد كل تهديد خارجي. لقد ساهمنا في المحافظة على الأمن والسلام خلال فترة خطيرة عصيبة.

         ونجد اليوم من الضرورة بمكان أن تعمل الولايات المتحدة على مساعدة أمم الشرق الأوسط التي ترغب في ذلك، باتخاذ عمل موحد بين الرئيس والكونجرس. ويقوم هذا الحمل المقترح على الأسس التالية:

<4>