إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الخطابان المتبادلان بين كيندي والسيد الرئيس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1249 - 1259"

لأننا استطعنا في كثير من المرات أن ندبر في ظروف ملائمة بيع كميات كبيرة من القمح وغيره من المواد الأخرى إلى الجمهورية العربية المتحدة لاعترافنا بأهمية الشعب إذا ما كان غذاؤه كاملا.

         وإني لأرجو أن يستمر بيننا مثل هذا التعاون المفيد للجانبين كذلك أرجو أن تتجلى لكم فائدة آرائي هذه عن الشرق الأوسط.

         ونظرا للتاريخ الطويل للعلاقات الودية بين الشعب العربي والشعب الأمريكي ونظرا للترابط بين كل الناس الذين يرغبون في أن يبقوا أحرارا أود أن أتيقن ألا تتكون لديكم أنتم وغيركم من زعماء العرب فكرة خاطئة عن موقفنا حيال الشعب العربي إن موقفنا ما زال موقفا ينطوي على الصداقة المخلصة وأعتقد أن المستقبل سيزيد من العلاقات الودية بين بلدينا وبين شعبينا المحبين للسلام وما دامت هذه العلاقات قائمة على أساس احترام كل جانب لآراء الآخرين وعلى أساس الاهتمام المشترك بتحسين حال البشرية وكذا على أساس المساهمة المشتركة في الجهود الخاصة بإزالة أسباب التوتر الدولي.

فيما يلي النص الرسمي والحرفي لرد الرئيس جمال عبد الناصر:
         عزيزي الرئيس جون. ف.. كيندي
         لقد تلقيت بمزيد من الارتياح والتقدير خطابكم إلي بتاريخ 11 من مايو سنة 1961 الذي تفضلتم فيه بإثارة بعض جوانب المشكلة ذات الأهمية البالغة والخاصة بالنسبة للأمة العربية على اختلاف شعوبها وهي - دون شك - قضية فلسطين وإذا كنت قد تأخرت في الرد على هذا الخطاب فلقد كان باعث التأخير هو إعطاؤه ما يستحقه من فرصة الدراسة الدقيقة المتأنية.

         ولعل مبعث الارتياح الذي شعرت به حين تلقيت خطابكم كما أشرت في العبارة الأولى من هذا الخطاب - أنني كنت من جانبي أقلب النظر في فكرة الاتصال بكم بشأن نفس هذه القضية التي أثرتم في خطابكم بعض جوانبها.

         ولقد كان فكري في الاتصال بكم يرتكز على مجموعة من العوامل:

أولا:

إن ما تم بالفعل من تبادل المراسلات بيننا في عدد من مختلف المشاكل العالمية كان واضحا في دلالته على أنكم تحاولون فتح أبواب التفاهم وإبقاءها مفتوحة بينكم وبين عدد من الشعوب الأخرى التي تولي قضايا السلام اهتمامها الأول حفاظا على هذا السلام وصونا للجنس البشري مما يتهدده من أخطار.

وفي اعتباري أن الوصول إلى التفاهم المشترك بين الشعب إنما هو في الوقت نفسه إقامة فرص للسلام على أمتن الأسس وأصلبها.

ثانيا:

قضية فلسطين وما تفرع عنها من مشاكل إنما هي بجانب كونها من القضايا الرئيسية التي تمس السلام العالمي مباشرة في عصرنا - في الوقت نفسه ذات اتصال وثيق بالعلاقات ما بين شعبينا. وأحب هنا أن أضيف أنني لا أربط احتمالات التفاهم بضرورة التقاء وجهات نظرنا في هذه المشكلة

<4>