إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الخطابان المتبادلان بين كيندي والسيد الرئيس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1249 - 1259"

 

على نحو كامل من التطابق وإنما الذي أقوله هو أنه من الأمور الحيوية في هذا الصدد أن تكون لدى كل منا صورة واضحة للحقيقة بقدر ما يمكن أن يبدو منها إنسانيا من وراء ضباب الزمان ودخان الأزمات.

ثالثا:

إنني تابعت باهتمام كل مرة تعرضتم فيها لهذه المشكلة سواء فيما ألقيتم من خطابات في الكونجرس حين كنتم تمثلون ولاية "ماساشوستس" أو ما صدر عنكم خلال حملة انتخابات الرياسة ولست أخفي عليكم أنني قبل أن يصلني خطابكم كنت - من تأثير فكر الاتصال بكم في موضوع فلسطين أحاول أن أستشف صورة لموقفكم منه خلال سطور كتابكم عن"استراتيجية السلام، ولقد كان إحساسي بما قرأت عنكم مباشرة أو بما نسب إليكم في هذا الموضوع يجعلني أعتقد أن هناك زوايا كثيرة في المشكلة تستحق مزيدا من الضوء.

         على أنني برغم هذا كله تصورت أنه ربما كان المناسب أرجئ الاتصال بكم في هذا الأمر باعتبار ما كان يواجهكم من مشاكل ضخمة ذات طابع ملح وعاجل في الميدان الدولي.

         ومن هنا - كما قلت لكم - أثار ارتياحي أنكم أخذتم المبادرة وكتبتم إلي في بعض زاوية الموضوع الذي كان بودي أن أحدثكم من جانبي في صورته الكاملة كما نراها هنا على الناحية العربية منها ولست أريد هنا أن أملأ هذا الخطاب بالوثائق وإنما أنا هنا أحاول أن أنقل إليكم تصورنا العام للمشكلة واسمح لي هنا أن أؤكد لك أن هذا التصور لا يقوم على أساس عاطفي وإنما ما حدث ماديا هو أساسه الوحيد.

سيادة الرئيس،
         اسمحوا لي أن أضع أمامكم هذه الملاحظات التالية علها تساعد مترابطة على توضيح صورة سريعة للمشكلة:

1 -

لقد أعطى من لا يملك من لا يستحق وعدا ثم استطاع الإثنان "من لا يملك" "ومن لا يستحق" بالقوة وبالخديعة أن يسلبا صاحب الحق الشرعي حقه فيما يملكه وفيما يستحقه.

تلك هي الصورة الحقيقية لوعد بلفور الذي قطعته بريطانيا على نفسها وأعطت فيه - من أرض لا تملكها وإنما يملكها الشعب العربي الفلسطيني - عهدا بإقامة وطن يهودي في فلسطين.

وعلى المستوى الفردي - يا سيادة الرئيس - فضلا عن المستوى الدولي فإن الصورة على هذا النحو تشكل قضية نصب واضحة تستطيع أية محكمة عادية أن تحكم بالإدانة على المسئولين عنها.

2 -

ومن سوء الحظ يا سيادة الرئيس أن الولايات المتحدة وضعت ثقلها كله في غير جانب العدل والقانون في هذه القضية مجافاة لكل مبادئ الحرية الأمريكية والديموقراطية الأمريكية وكان الدافع لذلك مع الأسف هو اعتبارات سياسية محلية لا تتصل بالمبادئ الأمريكية ولا بالمصلحة الأمريكية على

<5>