إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الخطابان المتبادلان بين كيندي والسيد الرئيس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1249 - 1259"

 

بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي وضع العملاء الإسرائيليون القنابل الحارقة أمام مكاتبها في القاهرة.

وفي الوقت نفسه كانت هذه الخطة تستهدف خطوط الهدنة كما تجلى في الغارة على غزة.

لقد دفعنا ذلك إلى الإحساس بأن انهماكنا في عملية التطوير الوطني لا يجدي إزاء العدوان وتحتم أن نوجه جزءا من الاهتمام بجانب التطوير إلى الاستعداد المسلح لرد العدوان إذا ما تحرك ضدنا.

ولقد كان من هنا أن بدأنا بطلب شراء السلاح من الولايات المتحدة بإلحاح ولما ووجهنا بالمماطلة ثم بالرفض كان أن اتخذت قرار شراء السلاح من الاتحاد السوفيتي وأؤكد لك أنني سوف أظل أحتفظ من الوفاء لحكومة الاتحاد السوفيتي وأتصور أنك لو كنت مكاني لكان ذلك شعورك نفسه وأنت ترى التهديد يحيط بوطنك وتجد في الوقت نفسه أنك لا تملك وسيلة لإنزال العقاب بالمعتدين.

5 -

كان من أثر ذلك أن مرت العلاقات بيننا بفترة عاصفة وجرت محاولة تشويه سياستنا الوطنية عن عمد وتعرضنا لألوان من الحرب النفسية بينها توجيه عدد من محطات الإذاعة السرية توجه دعايتها المسمومة إلى شعبنا بغية تحوله عن الصمود وراء حكومته الثورية.

ثم كانت ذروة الحرب النفسية هنا هو ذلك القرار الذي أتخذ بسحب عرض المساهمة الأمريكية في تمويل سد أسوان العالي وهو العرض الذي كانت الحكومة الأمريكية قد تقدمت مختارة مشكورة به ثم تبع ذلك انسحاب البنك الدولي من عمليات تمويله ولم يكن هناك شك في أن الطريقة التي تم بها سحب هذا العرض كانت تنطوي على الكثير مما لا يرضى الشعب العربي في مصر لنفسه أن يتقبله.

6 -

قدرنا للولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك موقفها في محاولة إيجاد حل سلمي للمشكلة التي ثارت في ذلك الوقت بعد تأميم شركة قناة السويس.

كذلك كان تقديرنا فائقا للتأييد العظيم الذي تعنيه قضية الحرية في بلادنا من جانب الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي وكان ذلك حينما تكشفت مؤامرة التواطؤ على بلادنا من جانب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ثم حينما بدأت عملية الغزو يوم 29 من أكتوبر 1956 في اليوم الذي كان محددا لبدء المفاوضات في جنيف بغية الوصول إلى حل نهائي على ضوء قرارات مجلس الأمن بشأن قناة السويس.

ولقد كان إحساسنا أن الشعب الأمريكي يشعر بموقفنا من ذكريات تجاربه في بيرهاربور وصدق إحساسنا ومن سوء الحظ أن التحسن الكبير الذي طرأ على علاقاتنا في ظروف المحنة الدامية بدأ يتعرض لنكسة خطيرة فإن سياسة الولايات المتحدة اتجهت في أعقاب انتهاء معركة السويس بهزيمة العدوان إلى عزل مصر ومحاولة تحقيق أهداف العدوان بوسائل سلمية وكان ذلك عن طريق مشروع ايزنهاور الذي أراد معاملة الشرق الأوسط - على حد تعبيركم في أثناء المناقشة بصدده في الكونجرس الأمريكي - كما لو كان مقاطعة أمريكية.

<9>