إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) وثيقة تبرئة اليهود (نص البيان التمهيدي نوفمبر 1964)
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1279 - 1280"

        "وكثيرا ما أكد المسيح بأن الله هو أبو البشرية كما جاء في "العهد القديم" وفي المسيحية. وكما يقول بذلك المنطق أيضا. ولكننا لا نستطيع أن نتوجه إلى الله أو نعبده كأب لكل الناس إذا ما نحن رفضنا المعاملة الأخوية لبعض الناس الذين خلقهم الله على صورته. والحقيقة أن علاقة الإنسان بالله الأب وعلاقة الإنسان بإخوته متحدتان فيما بينهما إلى درجة تجعل كل إنكار للإخوة البشرية إنكار لله نفسه الذي لا يرضى على ذلك من أحد فالوصية الأولى تتفق مع الوصية الثانية بشكل يجعل خطايانا لا تغفر إذا لم نغفر نحن من كل قلوبنا لكل من يعتدي علينا. ولقد قيل في العهد القديم: ألسنا أبناء أب واحد ؟ ألم يخلقنا إله واحد؟ إذن ولماذا يكره بعضنا البعض؟

        وهذا المعنى أكده العهد الجديد بوضوح: من لم يحب أخاه الذي يراه فكيف يستطيع محبة الله الذي لا يراه؟ وهذه الوصية التي جاءتنا على لسان المسيح أيضا من يحب الله فليحب أيضا أخاه.

        وبدافع هذه المحبة نحو إخواننا فلننظر بعين الاعتبار إلى الآراء والمذاهب التي وإن تباينت كثيرا عن آرائنا ومذاهبنا فإنها تضم نواة من تلك الحقيقة التي تثير قلب كل إنسان يولد في هذا العالم.

        ولنعانق أولا المسلمين الذين يعبدون إلها واحدا والذين هم أقرب إلينا في المعنى الديني وفي علاقات ثقافية إنسانية واسعة.

        ولننزع من نفوسنا كل أساس تقوم عليه كل نظرية أو عملية من شأنها أن تميز بين الإنسان وأخيه في الكرامة والحقوق والتي تميز بين أمة وأمة.

        ومن الضروري إذن أن يتوقف الناس أصحاب القلوب الطيبة وخصوصا المسيحيين عن التفرقة بين الناس وأن يكفوا عن المعاملة السيئة بسبب الجنس أو اللون أو الوضع الاجتماعي أو الدين.

        "والمجتمع المسكوني يناشد كل المسيحيين بكل ما وسعهم من قوة أن يكون سلوكهم - حسنا بين الأمم ليكونوا في سلام مع جميع الناس. والمجتمع المسكوني يناشد المسيحيين أيضا أن يحبوا أعداءهم وبذلك تكونون أباكم الذي في السموات فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين".


<2>