إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة منظمة الأرض إلى الأمين العام للأمم المتحدة
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1303 - 1315"

3 -

هيئة الأمم المتحدة الجامدة، فبالرغم من كافة الظواهر، والطلبات التي قدمت لهذه الهيئة كي تنظر، وتحقق، في الموقف الصعب الذي يعانيه العرب، سواء على صعيد القمع أو على صعيد التمييز العنصري، في فترات الاحتلال، كما قال وزير العدل الإسرائيلي فإن الأمم المتحدة بقيت صامتة وسلبية بصورة كاملة.

         إن الحكومة الإسرائيلية تأمل أن تجتث بصورة نهائية الكيان القومي العربي في إسرائيل. إن الخطط الصهيونية، حتى قبل تأسيس دولة إسرائيل، طمحت إلى إيجاد دولة يهودية كاملة على كافة المستويات. لقد صرح روفن بركات، السكرتير السابق لمنظمة الهستدروت والسكرتير الحالي لحزب عام 1955 قائلا: "لقد فكرنا في دولة يهودية كلية، دون أقليات، في رغبتها العميقة لإنجاز أقصى ما يمكن من هذه الأسس الصهيونية تبنت الحكومة قوانين شريرة ومقاييس وحشية ضد أولئك العرب الذين اختاروا البقاء في إسرائيل بعد عام 1948 عن أمل أن أية إجراءات ثأرية لن تستعمل ضدهم.

         مع الأسف، لقد سقطت كل الآمال الطيبة أمام سياسة القمع والاضطهاد والخيانة. إن الحقائق المحزنة التي لا تعد ولا تنتهي تدفع العرب إلى حالة مستمرة من عدم الرضا.

إن المعالم الرئيسية لهذه السياسة هي:

أولا - الأراضي العربية:

         لقد فرضت الحكومة قوانين تهدف إلى نزع ملكية الأراضي العربية وتدمير القوى العربية وأراضيها الزراعية.

         عام 1948 وضعت الحكومة "أنظمة أملاك الغائبين" وهي قوانين غيرت عام 1950 إلى قانون "أملاك الغائبين".

         هذا القانون يعرف الغائبين بأنهم "الفلسطينيون السابقون" سواء أولئك الذين تركوا إقاماتهـم المعتادة في فلسطين قبل أول آب عام 1948. أو انتقلوا، لأي سبب، لأي جزء من أجزاء فلسطين التي تسيطر عليها قوى تعارض تأسيس دولة إسرائيل في الفترة من 29 تشرين الثاني 1947 وحتى انتهاء حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة في 19 نيسان 1948.

         في الحقيقة إن حالة الطوارئ ما زالت قائمة، وتعبير "الغائبين" بكل مترتباته القانونية ما زال يطلق على كافة العرب في منطقة المثلث وعلى الكثير غيرهم في المناطق التي اغتصبتها إسرائيل أو سلمت لها.

         لا بد من ذكر حقيقة أن العرب الذين تركوا أماكن سكنهم، إنما فعلوا ذلك خوفا من مصير مروع كمصير أهالي دير ياسين، الذين نكلت العصابات اليهودية بمئتين منهم في 9 نيسان 1948.

         كذلك، تطبيق الحكومة، وعلى نطاق واسع، أحكام المادة 125 من قوانين الدفاع والطوارئ لانتزاع الأراضي العربية.

<2>