إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة منظمة الأرض إلى الأمين العام للأمم المتحدة
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1303 - 1315"

        وتشجع السلطات الشباب العربي بالمقابل بالانخراط بالأحزاب الصهيونية والمعارضة للصهيونية آملة من وراء ذلك محو مشاعرهم القومية ومسهلة بالتالي انصهارهم بالمجتمع اليهودي.

        وسط هذا الجو المشحون بالاضطهاد والتمييز العنصري أنطلق صوت عربي أبي يطالب بجميع الحقوق المشروعة للعرب في إسرائيل وباحترام جميع مشاعرهم وتقاليدهم.

        لقد انبعث هذا الصوت الشجاع من مجموعة من الشباب العربي المؤمنين بعمق بمعتقداتهم الأمينة والذين يرفضون بشدة جميع أشكال التمييز ويعارضون بقوة سرقة الأراضي ومصادرتها. إنهم يدعون إلى المساواة، العدالة، الاحترام، الكرامة، والحرية. إنهم يصرخون بشدة منادين بالعدالة التي تنتهك بالقوانين الرديئة والخداع.

        إن هذه المجموعة من الشباب قد اتحدت تحت شعار العدالة، واسم واحد هو (الأرض) وهم يعرفون عادة بـ (جماعة الأرض).

         ولقد قرروا في بداية نشاطاتهم أن يصدروا جريدتهم باسم "الأرض" التي ترمز إلى تراثهم الخالد الذي تملكه العرب عبر الأجيال.

         وقبل ذلك أصدروا إلى الرأي العام بيانا أوضحوا فيه عدالة مطالبهم ونواياهم المسالمة. ثم قدموا طلبا رسميا للسماح لهم بإصدار مجلتهم ولقد أخرت السلطات إعطاءهم الجواب فترة تجاوزت المهلة المعطاة في القانون متذرعة بأعذار واهية. ولهذا قررت جماعة الأرض أن تصدر نشرة أسبوعية تعبر عن آرائها المحلية والسياسية. لقد كان إصدار النشرة بداية الصدام العنيف مع السلطة التي حاولت بمختلف الوسائل أن توقف نشاط هذه الجماعة ولقد قاسى أعضاؤها بالتالي من غرامات مالية واقتصادية عنيفة. وشنت الصحف المحلية حملة مضللة ضد الجماعة وقذفتها بشتى أنواع التهم والمقاصد.

        ولقد ساهمت في هذه الحملة الصحف اليهودية خارج إسرائيل ومن بينها "جويش كرونيكل" الصادرة في لندن. لقد صمدت "الأرض" بعناد أمام جميع الهجمات والملاحقات ولم تنحرف أو تتنازل مطلقا عن معتقداتها العادلة وإيمانها المقدس. وأخيرا قدمت السلطات أعضاء الجماعة إلى المحاكمة بتهمة مخالفة قانون الصحافة. لقد حكم على كل منهم بغرامة قدرها الف ليرة إسرائيلية وبحبس 3 أشهر مع وقف التنفيذ. ولقد خفض المبلغ إلى النصف بعد الاستئناف ولكن مدة السجن بقيت كما هي. وبالرغم من أن هذه الأحكام قد أثرت في الوضع المادي لأعضاء "الأرض" فإنهم استمروا في نضالهم من أجل قضيتهم العادلة.

        وبعد ذلك قامت هذه المجموعة بتقديم طلب إلى (قلم تسجيل الشركات) مطالبين بتسجيلها شركة تجارية للطباعة والنشر باسم "شركة الأرض المحدودة" ولكن قلم التسجيل رفض الطلب بحجة أمن الدولة والسلامة العامة. وقدمت القضية إلى "المحكمة العليا بالقدس" التي رفضت ادعاءات قلم التسجيل وطلبت الترخيص بإنشاء الشركة. فما كان من المدعي العام إلا أن أستأنف الحكم، وجلس خمسة قضاة على المنصة وبعد التداول وبأغلبية الأصوات قررت المحكمة تثبيت القرار وبالتالي الترخيص للشركة. وهكذا قامت هذه الشركة بتقديم طلب بإصدار المجلة المنتظرة

<9>