إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان السيد علي صبري، أمام مجلس الأمة عن أزمة العلاقات بين بون والقاهرة
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص56 - 66"

بيان السيد علي صبري، رئيس وزراء الجمهورية العربية المتحدة، امام مجلس
الأمة عن أزمة العلاقات بين بون والقاهرة           القاهرة 10 /2 /1965.

(الأهرام 11 /2 /1965)

السيد رئيس المجلس
ايها السادة اعضاء مجلس الأمة،

        تطورت العلاقات بين الجمهورية العربية وحكومة المانيا الاتحادية، خلال الفترة الأخيرة، حتى بلغت حد التدهور ...
        وكانت الجمهورية العربية المتحدة حريصة على اثارة الأسباب التي تسئ الى الصداقة بين الشعبين العربي والالماني وما يشوب العلاقات الودية مع المانيا الغربية في كل مناسبة، الا ان حكومة المانيا الاتحادية، كانت دائما تسوق المبررات، والتصريحات، تؤكد فيها حرصها على تدعيم هذه الصداقة، وإزالة ما قد يعكر صفو العلاقات الودية، والتعاون المتبادل بين البلدين ...
        وأخذت الجمهورية العربية المتحدة، ترقب تطور سياسة بون تجاه اسرائيل لعلها تعدل عن الانسياق فيما تعتبره الأمة العربية كلها، تهديدا مباشرا لها، حين تساهم المانيا الغربية في التمكين لبناء اسرائيل عن طريق اغداق المعونات والتعويضات الى هذه الدولة غير الشرعية اعدى اعداء الحياة والوجود العربي في هذه المنطقة ...
        الا ان الفترة الأخيرة، قد كشفت عن عكس ما تمنيناه، وما سبق ان اكدته مرارا حكومة المانيا الغربية.
        فلقد تبين لحكومة الجمهورية العربية المتحدة بصورة قاطعة، ان العلاقات بين اسرائيل والمانيا الغربية، قد تعدت المعونات الاقتصادية والفنية، الى حد اهداء السلاح والعتاد الحربي الى اسرائيل.
        واذا كانت المعونات الاقتصادية، عاملا يساعد على اطالة الحياة غير الشرعية في اسرائيل لبعض الوقت، فان المعونات العسكرية ليست الا عاملا مساعدا للعدوان المباشر على الأمة العربية، واداة لقتل ابنائها على يد الصهيونية، التي اغتصبت منطقه من قلب العالم العربي دون ما سند من الحق او التاريخ ...
        ولقد تأكد للجمهورية العربية المتحدة، ان المعونات العسكرية والعتاد الحربي مما تقدمه حكومة ألمانيا الاتحادية الى اسرائيل، كانت تعطي هدية بلا مقابل وبمقتضى اتفاقية سرية ......

<1>