إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى وزير خارجية ألمانيا الغربية تحتج فيه على صفقة الأسلحة لإسرائيل
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1317 - 1318"

الباقية من الوطن الفلسطيني وتشريد أهله. ولا شك أن كل محاولة لتبرير هذا العمل أو التهوين من شأنه أو تأويله إنما هي محاولة فاشلة لا تجد قبولا من العالم العربي وستظل حكومة المانيا الاتحادية تحمل وزر هذا التصرف أجيالا كثيرة.

         وإذ كانت حكومة جمهورية المانيا الغربية تشعر بعقدة الذنب نحو اليهود شعورا يدفعها إلى التكفير عن إساءة سابقة أو إذا كانت في عملها هذا راضخة لضغط استعماري خارجي فلا يجوز أن يكون الشعب العربي الفلسطيني ضحية التكفير عن الذنب أو تحقيق هذه الرغبة الاستعمارية.

         إن عددا من الشعب الألماني قد هاجر إلى فلسطين العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين وأسس في كثير من المدن الفلسطينية كالقدس ويافا وحيفا والناصرة واللد وغيرها مستعمرات زراعية وصناعية وضواحي للسكن وقد عاشت هذه الجاليات الألمانية حقبة طويلة في فلسطين عيشة الكرامة والطمأنينة التامة في رعاية الشعب العربي الفلسطيني وكنفه وكانت لها الحرية التامة في كل خصائصها ومقوماتها الاجتماعية فكانت لها المزارع والمصانع والمستشفيات والمدارس والكنائس والمصارف والمتاجر، ولم يحدث قط خلال تلك الحقبة أي عدوان من عربي على ألماني ولما آل الأمر إلى اليهود اعتدوا على هذه المستعمرات الألمانية واغتصبوها. فهل يكون جزاء الشعب العربي الفلسطيني على حسن معاملته للشعب الألماني ما يلقاه الآن من تزويد حكومة ألمانيا الاتحادية للصهيونيين بالسلاح والمال ليعملوا على إفنائه وإبادته وتشريده عن وطنه؟

         إن الهيئة العربية العليا تتقدم بمذكرتها هذه مناشدة حكومة ألمانيا الاتحادية أن تستمع إلى صوت الضمير وترجع إلى طريق الحق والسداد بالعدول عن تصرفها الخطير الشاذ الذي سيترك الإصرار على المضي فيه أسوأ أثر في الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية قاطبة.

             وتفضلوا يا صاحب السعادة بقبول فائق الاحترام،

 

رئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين
محمد أمين الحسيني

 


<2>