إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



تصريح لحركة القوميين العرب حول مقترحات بورقيبة المتعلقة بالقضية الفلسطينية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1327 - 1328"

تصريح لحركة القوميين العرب
حول مقترحات الرئيس بورقيبة
المتعلقة بالقضية الفلسطينية(*)
بيروت - 12 / 3 / 1965

        أثارت تصريحات بورقيبة في مؤتمره الصحفي في بيروت يوم أمس الخميس والتي جاءت لتوضح وتؤكد تصريحات مماثلة أدلى بها في أريحا والقدس خلال الأسبوع الماضي موجة من الاستياء في صفوف الجماهير العربية عامة والفلسطينية خاصة لما احتوى عليه من طعن بآمال الأمة العربية ومناقضة لأبسط حقوقها الطبيعية وتفكيك لموقفها الموحد في لحظة من أخطر لحظات نضالها ضد الاستعمار والصهيونية.

        إن الجماهير العربية وشعب فلسطين بشكل خاص قد رفضت على الدوام وفي أقسى أيام الهزيمة والنكبة كافة المؤامرات الاستعمارية التي اتخذ إعلانها أشكالا مختلفة في محاولة لتمييع القضية الفلسطينية وطرح الحقوق التاريخية والقومية للأمة العربية للمساومات السياسية. وأصرت الجماهير العربية ليس على الرفض المطلق لكافة أشكال هذه المؤامرات فقط ولكن أيضا على كشف القوى التي تكمن وراءها وفضحها أمام التاريخ.

        إن حركه القوميين العرب ترى أن تصريحات الرئيس التونسي المناوئة لآمال الجماهير العربية جاءت في فترة حاسمة تتجمع فيها القوى العربية المختلفة تمهيدا لمواجهة معركة فلسطين بصورة موحدة ولذلك فإن هذه التصريحات بالإضافة إلى أنها توجه طعنة من الخلف لهذا التجمع في صميم المعركة فإنها تخدم أهدافا استعمارية واضحة ترمي إلى تهديم وحدة الموقف العربي حيال ألمانيا الغربية وتواطؤها مع إسرائيل من الداخل.

        إن الطريقة الوحيدة لخدمة الجماهير العربية ليست في الدعوة إلى التنازلات الوطنية والمساومات مع المستعمر والغاصب والتشكيك بطاقة الأمة العربية وصلابتها وتنفيذ المخططات الاستعمارية التي تهدف إلى تفكيك وحدة الموقف العربي ولكن في الاعتراف بالحقوق المشروعة للأمة العربية والعمل الدائب على إقرارها عبر نضال حقيقي حر لا يرضخ أمام أي نوع من أنواع الضغط والإغراء الاستعماريين ولا يتوقف قبل أن يعطي الجماهير العربية حقها المشروع في أرضها وكرامتها ومستقبلها وأن التجربة الرائعة التي خاضها شعبنا العربي بالجزائر لهي أفضل مثل على ذلك.


         * الحرية 15 /3 / 1965.

<1>