إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول القضية الفلسطينية ومسألة العلاقات بين العرب وألمانيا
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1331 - 1334"

تساعد - إسرائيل - وتدعم كيانها وتعمل على توفير جميع أسباب الاستقرار والبقاء لها، فضلا عما أثبتته الوقائع من أن هذه الدولة كانت ولا تزال العامل الأول في دفع ألمانيا الغربية ودول أخرى لمد (إسرائيل) بالمساعدات العسكرية والاقتصادية الأمر الذي يضاعف واجب العرب بضرورة المبادرة إلى اتخاذ موقف حازم، بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وأن أي تخاذل أو تهاون في تنفيذ القرارات العربية بالنسبة للولايات المتحدة وإنجلترا خاصة، وسائر الدول الغربية التي تؤيد (إسرائيل) عامة، يجعل الأمة العربية في موقف ضعيف يشجع الدول الاستعمارية على الاستمرار في الاستهتار بكرامة العرب والاستهانة بقراراتهم.

         وتعتقد الهيئة العربية أن اتخاذ موقف جدي حازم سيحمل سائر الدول التي تساعد - إسرائيل - على إعادة النظر في موقفها وسياستها، في حين أن الوقوف في وجه الفرقاء التابعين للسياسة الأمريكية، والواقعين تحت سيطرتها كألمانيا الغربية، لا يمكن أن يؤدي وحده إلى تحقيق أي هدف من الأهداف التي تنشدها الأمة العربية.

4 - دعوة إلى التبصر في الأمور:
         ولمناسبة هذه الحوادث والتطورات المتتابعة التي تتعلق بصميم مستقبل الشعب العربي الفلسطيني وقضيته، تدعو الهيئة العربية العليا لفلسطين أبناء فلسطين. في الأقطار العربية إلى التبصر في الأمور وتتبع الأحداث بيقظة وتعقل ووعي، وإلى توحيد صفوفهم، فإن وحدتهم الوطنية هي الدرع الواقية من سهام المؤامرات التي تحاك ضد مصيرهم ومستقبلهم، وإن الانصراف بجميع جهودهم وطاقاتهم إلى قضية فلسطين هو السبيل إلى تجنيب قضيتهم الوقوع في مزالق خطيرة لا تحمد عقباها.

         وتؤكد الهيئة العربية من جديد أن التقاء الدول العربية على هدف تحرير فلسطين وتعزيز طاقاتها لتحقيق هذا الهدف وإقلاعها عن الدخول في معارك جانبية وتخليها عن الاختلافات الإقليمية، وقضائها على النعرات الطائفية، كل ذلك من شأنه اختزان طاقات الأمة العربية الهائلة وحصرها في إنقاذ فلسطين.

         وتدعو الهيئة العربية الفلسطينية جميعا إلى تجنب كل ما من شأنه استغلالهم وتسخيرهم والزج بهم في اتون الاختلافات الحزبية والطائفية الأمر الذي يفتت قواهم ويمزق وحدتهم ويصرفهم عن قضيتهم الأساسية، وتناشدهم العمل على توثيق علاقات الأخوة مع أشقائهم في الأقطار العربية، دون تفريق أو تمييز، فإنهم العدة والسند في معركة تحرير فلسطين، التي تحتاج إلى جهود الجميع دون استثناء.


<4>