إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان القيادة العامة لقوات العاصفة حول نغمة الواقعية السياسية
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 141 - 143"

بيان القيادة العامة لقوات العاصفة حول نغمة الواقعية السياسية
(البعث 4/4/1965)

        لقد حملت لنا الأيام الأخيرة نغمة خيانة جديدة سماها أصحابها "واقعية سياسية"، ما هي في الحقيقة الا "سياسة الامر الواقع" التي عملت الصهيونية جاهدة، يسندها الاستعمار العالمي، على تكريسها خلال السبعة عشر عاما التي مرت من عمر النكبة. ويخطئ كل من يظن ان هذه النغمة التي حملتها رياح غربية عملية كانت وليدة صدفة او اجتهاد فردي او واقعية سياسية كما طرحت أمام الجماهير. ذلك ان مشروع ديجول لتصفية قضية فلسطين من جهة وموقف ألمانيا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، يشيران بشكل أكيد إلى تصميم الإمبريالية العالمية على فرض سياسة الأمر الواقع  على امتنا العربية. كذلك فان ارتفاع بعض الأصوات الهزيلة على صفحات بعض الصحف المأجورة والعميلة او على لسان بعض زعماء الحركات المشبوهة. ما هو الا محاولة رخيصة لدعم هذا التيار الخطير الذي خطط له ليسير بأمتنا إلى الهاوية.
        لا شك ان الإمبريالية العالمية تدرك خطورة هذه النغمة النشاز التي طرحت أمام الشعب العربي. لذلك فقد أريد لها ان تأتي على لسان بعيد عن منطقة حدود فلسطيننا الحبيبة، كي يتخفف من التوتر الشعبي المنتظر ... لقد كانت هذه التصريحات بمثابة قنبلة مسيلة للدموع، تهز صفوف الشعب العربي وتتيح للمخطط اللئيم ان يشق طريقه في صفوف هذا الشعب. ولكن الاستعمار، على عادته، تعثر هذه المرة أيضا في تقديره لحقيقة مشاعر الشعب العربي الذي بدأ يعي أبعاد قضيته. ان الشعب العربي الذي يراقب بوعي إثارة الاستعمار للمشاكل المحلية في اكثر من قطر عربي سيحبط مؤامرة كسب الوقت بعد هذه المقدمة المنحرفة. ان الشعب العربي منطلقا من إيمانه بحقه، لا يمكن ان يستجيب في أي حال من الأحول لنداء التخاذل والخيانة.. ان الجماهير العربية الصاعدة ترفض الخيانة بعنف وتطالب بسحق الخونة المارقين.
        غير ان الواجب يدعونا الى تحذير شعبنا العظيم من الخفافيش الحقيرة التي تحوك مؤامراتها في الظلام. ان فحيح الأفاعي قد بدأ ينذر بخطر جسيم، ان خطر ما اعلنا مؤخرا لا يأتي من الانحراف والخيانة فحسب. ان اشتراك الاستعمار وعملائه في طرحهم للمشاريع المخططة المدروسة التي تحسب لكل امر حسابه، هو الذي يرفع اشارة الخطر في وجه الحركة الوطنية التي يجب ان ترد على المؤامرة بالعمل العنيف. ان الجماهير العربية بعد اليوم لن ترضيها الكلمة المنفعلة او تقنعها الثورة الآتية.
        ان شعبنا يدرك تمام الادراك ان الكيان الصهيوني في فلسطيننا المحتلة كيان دخيل لا

<1>