إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين التي ترفض فيه أنصاف الحلول للقضية الفلسطينية
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 166 - 167"

        وتجدد الهيئة العربية اعلانها بأن الدعوة الى القبول بقرارات الأمم المتحدة الخاصة بتقسيم فلسطين والى التفاوض مع العدو الصهيوني المغتصب هي اعتراف بشرعية الوجود الصهيوني العدواني في فلسطين المحتلة، وقبول بالامر الواقع القائم على الظلم الذي بذلت الأمة العربية الغالي من دماء ابنائها والوفير من اموالها في سبيل اجتثاثه من جذورة وتنكر سافر للتضحيات الجسام التي قدمها للشعب العربي الفلسطيني طوال اربعين عاما من اجل الحفاظ على خط الدفاع العربي الاول وصون وحدة فلسطين الجغرافية، وخيانة للأمة العربية التي تؤمن بأن قضية فلسطين هي قضية مصيرها ووجودها.

        كما تؤكد الهيئة العربية العليا ان الشعب العربي الفلسطيني هو وحده صاحب الرأي الاول والاخير في كل ما يتعلق بمصير قضيته ومستقبل وطنه، وانه يرفض رفضا باتا فرض الوصاية عليه من اي احد كائنا من كان كما يرفض كافة انصاف الحلول من تقسيم وتوطين وتدويل وتعويض واقتطاع اي شبر من ارض فلسطين العربية ولا يرضى عن تحرير وطنه بديلا ويعتبر ان السبيل الوحيد الى تحقيق ذلك هو سبيل الكفاح العملي الذي يلعب فيه الشعب الفلسطيني الدور الرئيسي.

        وتعلن الهيئة العربية العليا ان الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الحاضر تدعو الفلسطينيين اكثر من اي وقت مضى الى جمع صفوفهم وتوحيد كلمتهم ونبذ اختلافاتهم والمبادرة الى تشكيل كيان فلسطيني شعبي ينتظم جميع فئات هذا الشعب وتتوفر فيه القدرة على الوقوف سدا منيعا في وجه تيارات المؤامرات وتطويق جميع المحاولات الرامية الى العبث بمقدراته، ويعمل على تنسيق جهوده مع الشعب العربي في جميع اقطاره لتحرير فلسطين.

        وتطالب الهيئة العربية كل مسؤول في الدول العربية المبادرة الى اعلان رأيه الصريح بشأن هذه التصريحات المريبة للشعب العربي الفلسطيني حتى يكون على بينة من امره، والى تحديد موقفه الواضح من موضوع تحرير فلسطين حتى يتمكن هذا الشعب على ضوء ذلك من تقدير الظروف وتقرير المواقف التي سيتخذها دفاعا عن حقوقه ومصيره ومستقبله.

        وتهيب الهيئة العربية العليا بالامة العربية التي تعلق عليها اكبر الامال ان تقف وقفة رجل واحد مع الشعب العربي الفلسطيني في هذه المحنة الخطيرة التي تعتبر محكا لقدرة العرب على خوض معركة المصير الواحد.


<2>