إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رأي الهيئة العربية العليا لفلسطين حول مقررات مؤتمر القمة العربى الثالث
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 525 - 533"

استمرار الاعداء في عدوانهم وتسلحهم
         وقد استمرأ الصهيونيون سياسة البغى والعدوان دون ان يجدوا من العرب ما يصدهم  ويردهم على اعقابهم خاسرين، حتى اجترأوا في السنين الاخيرة على الشروع في اغتصاب المياه العربية وايصالها الى النقب لانشاء المستعمرات اليهودية المسلحة في اراضيه الواسعة واسكان ملايين من مهاجري اليهود فيها، وكذلك ظهر نشاطهم في الميدان الذري وتماديهم في الاستعداد لصنع القنبلة الذرية. ولم تتوان الهيئة العربية في موالاة النذر وتنبيه الامة العربية، حكومات وشعوبا الى هذه الاخطار المتلاحقة، وقد كان لذلك اثره في احاطة الرأي العام العربي علما بخطورة الموقف وسوء العاقبة، فهب يستصرخ الدول العربية بوجوب التوسل بالوسائل الجدية لدرء هذه الاخطار وانقاذ فلسطين من كارثة الاحتلال، وشعرت الدول العربية بحرج الموقف واشتداد الخطر، وبدرت من بعض المسؤولين فيها اقوال وتصريحات مشجعة بعثت من جديد آمال العرب بقرب تحرير فلسطين.. ثم جاءت الدعوة الى عقد مؤتمر القمة العربي الاول وما صحبها من تصريحات، ووعد ووعيد وانذار وتهديد، مقوية للامال بقرب انتهاج خطة عملية لبدء الكفاح، وتحرير الوطن السليب.

قرارات مؤتمر القمة العربي الاول لم تحقق الامل.
         غير ان قرارات المؤتمر الخاصة بفلسطين قد جاءت مخيبة للامال وباعثة للشكوك  والريب في مدى جديتها وجدواها، وذلك ما حمل الهيئة العربية على التنبيه في بيانها الصادر في 24 كانون الثاني 1964، الى ان بعض قرارات المؤتمر بشأن فلسطين، ولا سيما القرار الخاص بتحويل بعض روافد الاردن، تنطوي على التراجع عن المقررات العربية السابقة ، والعدول عن المواقف الحاسمة التي اجمعت الدول العربية على اتخاذها لصد  العدوان اليهودي، كما حذرت الهيئة في بيانها من العواقب السيئة التي ستنجم عن الموقف  الذي وقفه المؤتمر من موضوع انشاء الكيان الفلسطيني.
         ولم تلبث الاحداث ان جاءت مؤكدة صحة رأى الهيئة والمخاوف التي ساورتها، فان قرارات المؤتمر لم تقرب الامة العربية من هدفها وهو تحرير فلسطين، وقد استبعدت خطة الالتجاء الى القوة، وبدأ التردد واضحا في تنفيذ قرار تحويل الروافد، ومن جهة اخرى فاز اليهود بايصال مياه الاردن الى النقب، ووضعوا مشروعا لتحلية مياه البحر بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية، وتوسعوا في برامجهم الاقتصادية والعسكرية، وضاعفوا جهودهم لانتاج القنبلة الذرية.
         كل ذلك اصاب الشعب العربي بصدمة عنيفة وخيبة امل شديدة.

<3>