إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رأي الهيئة العربية العليا لفلسطين حول مقررات مؤتمر القمة العربى الثالث
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 525 - 533"

... وقرارات مؤتمر القمة العربي الثاني
         على ان الامال العربية لم تلبث ان تجددت بانعقاد مؤتمر القمة الثاني بالاسكندرية في ايلول سنة 1964 رجاء ان يسفر عقده عن قرارات حازمة تؤدي الى نتائج حاسمة. ومن  دواعي الاسف ان جاءت قرارات هذا المؤتمر الخاصة بفلسطين كسابقتها مخيبة للامال. وقد اذاعت الهيئة حينئذ بيانا بتاريخ 28 ايلول 1964 صارحت فيه الامة العربية برأيها واعربت عن وجهة نظرها في تلك المقررات الخاصة بفلسطين ومما قالت فيه:
          "ان القضية الفلسطينية اليوم على مفترق طريق، وموقف حاسم خطير يقضي على الهيئة بان توضح الحقائق وتجهر بيقينها ان الخطط المرسومة الان لتحرير فلسطين، تفتقر الى الجد، وانها ملهاة للشعب الفلسطيني والامة العربية، ويخشى ان تؤدي في النهاية الى تصفية القضية الفلسطينية، رغم ما تحاط به من هالات المظاهر الخلابة والدعايات المدوية، والتلويح بالجيش والكتائب، وتحويل الروافد".
         اخذ الخطر على قضية فلسطين يستفحل يوما بعد يوم، وقد امعنت السياسة الاستعمارية والصهيونية في تنفيذ خططها الرامية الى تصفية هذه القضية تصفية نهائية، دون ان يبادر العرب الى معالجة الاوضاع المتردية ومجابهة التصميم الصهيوني بتصميم مثله، وظل الصهيونيون ممعنين في استعداداتهم العسكرية وجهودهم لانتاج القنبلة الذرية. وبذلك تكون السياسة العربية قد ايدت بتصرفاتها ما ذهب اليه كثيرون، من انها تنطوي على التجاوز عن فكرة تحرير فلسطين والقتال في سبيلها.
         ومن جهة اخرى، لقد برهنت الاعمال والتصرفات الشاذة التي صدرت عن "منظمة التحرير الفلسطينية"، على بعدها عن روح الجهاد والفداء، وعجزها عن معالجة قضية فلسطين بعزم وتصميم، وافتقارها الى الصدق والجد فيما تقوم به من عمل ظاهره خدمة القضية والدفاع عنها ونتيجته الاساءة الى هذه القضية والمباعدة بين الفلسطينيين، وتحريض بعضهم على بعض، والزج بهم وبقضيتهم في ميدان النزاعات العربية والخلافات الدولية.
          ولما عقدت هذه المنظمة مهرجانها الفلسطيني في القاهرة في شهر ايار الماضي تحت اسم   (المجلس الوطني الفلسطيني) اعلنت فيه جهة عربية مسؤولة ما يفهم منه التخلي عن فكرة  تحرير فلسطين ريثما يصبح العرب قادرين على ذلك، مستشهدة بأن احتلال الصليبيين لفلسطين استمر سبعين عاما قبل ان يحررها العرب منه، وهذا القول يخالف الحقيقة والواقع اذ ان الذين قاوموا الصليبيين استمروا يقاتلونهم خلال هذه السنين الطويلة دون ان يتخاذلوا او يتواكلوا حتى تم لهم الفوز والنصر بتحرير فلسطين.

قرارات مؤتمر القمة العربي الثالث
         واخيرا انعقد مؤتمر القمة العربي الثالث في 13 ايلول في الدار البيضاء. وكان

<4>