إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رأي الهيئة العربية العليا لفلسطين حول مقررات مؤتمر القمة العربى الثالث
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 525 - 533"

الكيان الفلسطيني ومنظمة التحرير:

         4 - وفيما يختص بالكيان الفلسطيني، فان القرارات والتواصي الصادرة بشأن ما يسمى "منظمة التحرير"، تنطوي على ابقاء قضية فلسطين ميدانا للاستغلال والمساومات ومسرحاً للعبث والتمثيليات، وقد ظهر جليا خطأ السياسة التي اتبعت في هذا الشأن، وثبت ان محاولة فرض المنظمة المذكورة على الشعب الفلسطيني لم تنجح الا في صدع وحدة الصف والاساءة الى قضية فلسطين والحاق الضرر بها، كما ظهر جليا ايضا ان هذه المنظمة  المعينة تعيينا، والتي تم تشكيلها لغايات خاصة وبلوغ اهداف لا تمت الى صالح قضية  فلسطين بسبب ولا نسب، لا تتوفر لها المقومات التي تؤهلها لتولي زمام قضية بالغة الخطورة كقضية فلسطين والاضطلاع بعبء الدفاع عنها واعداد شعبها للمساهمة في عملية تحريرها.
         وقد كان المأمول من المؤتمر الموقر، حرصا على سلامة قضية فلسطين، ودفعاً لخطر تصفيتها، واحتراما لارادة الشعب الفلسطيني ورغبته، وتمكينا له من ممارسة حقوقه الوطنية بالطرق الديموقراطية الانتخابية ان يعيد النظر في قراراته السابقة بشأن الكيان الفلسطيني وينسخ منها ما جاء مرتجلا وضاراً بقضية فلسطين، لكن المؤتمر استمر في تأييد منظمة التحرير رغم فشلها واخطائها وسوء تصرف رئيسها، وتغاضى عن تحقيق رغبة الفلسطينيين الشاملة في انشاء كيان حقيقي ممثل للشعب وقادر على تحمل الاعباء الجسام التي تفرضها عليه الاحداث الخطيرة الحاضرة والمقبلة.
         ان اقتناع السياسة العربية الرسمية، وان جاء متأخرا، بقيام كيان فلسطين يتحدى المستعمرين والصهيونيين، كان فرصة ملائمة لانشاء كيان حر حقيقي ومؤهل فعلا لخوض معركة التحرير، ولئن كانت الاهواء السياسية والمجاملات بين الدول العربية قد ادت الى اخراج كيان مصطنع، فمن المؤسف حقا ان يعمل بعض الفلسطينيين على اضاعة هذه الفرصة، فيقبلوا بتجاهل حقوق الشعب والخروج على ارادته ويفضلوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، ويرتضوا لانفسهم ان يكونوا اداة لاقامة كيان صورى يفتقر الى كل المقومات الاساسية وانشاء منظمة ملفقة على اساس الفرض والتعيين تكون وسيلة لاستغلال الشعب وتسخيره ، وايهامه ان الامر جد وانه قول فصل، وما هو بالهزل.
         لا جرم ان الشعب الفلسطيني لن يغفر هذه الاساءة البالغة لقضيته، وهذا المسخ والتشويه لمشروع كيانه الذي اضاع عليه فرصة ابراز شخصيته وقدرته على الكفاح لتحرير وطنه.
         5 - ان الخطاب الذي اذاعه رئيس منظمة التحرير مساء 30 ايلول 1965 من القاهرة ، والتمويهات التي حاول بها ان يبرر فشل منظمته وخذلان الشعب الفلسطيني له رغم ما

<7>