إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رأي الهيئة العربية العليا لفلسطين حول مقررات مؤتمر القمة العربى الثالث
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 525 - 533"

منحته مؤتمرات القمة من سلطات واسعة واموال وفيرة بددت. في غير سبيلها الصحيح، لن تخدع احداً ولن تجد سبيلا الي اسماع الفلسطينيين وعقولهم وضمائرهم التي حاول الشقيري ان يتصل بها ويوسوس اليها. وان تعجب فعجب حديثه عن الحرية والتحرير واشارته الى لزوم (تحرير ارادة الانسان الفلسطيني) ومطالبته (بحرية الشعب الفلسطيني في ممارسة  نشاطه القومي..) وقوله (ان شعب فلسطين في حاجة الى تحرير ارادته قبل تحرير وطنه).
         فان الشقيري الذي يطالب بالحرية للشعب الفلسطيني، قد تناسى انه عمل بيديه على وأد هذه الحرية بكيانه المصطنع الذي اقامه على اساس الفرض والتعيين، وانه رفض رفضا باتا وقاوم ما استطاع الى المقاومة سبيلا، ان يقوم الكيان على اساس سليم من الديموقراطية والحرية الانتخابية وهو ما طالبت به الهيئة العربية العليا في بياناتها ومذكراتها، وما طالب به الشعب الفلسطيني بمئات المعروضات والبرقيات التي قدمها الى المقامات العربية المسؤولة. والشقيري هو الذي وضع قضية فلسطين في سوق المناقصة فرست عليه. وقد ظل الشقيري عامين بعد ما رضى بوأد حرية الشعب الفلسطيني يواصل تنفيذ المهمة المنوطة به، واخيرا تقدم بمشروع انتخابي ملفق حاول به ان يلبس عمله الباطل لباس الحق والصدق. ولكن الحق ابلج، والباطل لجلج. وللباطل جولة ثم يضمحل وما كان الله ليصلح عمل المفسدين ..
         ان الشقيري الذي يشدد حملته الان على مؤتمر القمة، ويوجه اليه اللوم والتقريع، ويستعدي الفلسطينيين عليه، هو الذي آثر ان يكون معينًا من قبله وان يتقوى به. وقد كان باستمرار يتبجح بأن ثلاث عشرة دولة عربية قد عينته، وقد بلغ منه الغرور حد التصريح في الصحف بانه يحك كتفيه باكتاف الملوك والرؤساء العرب، فهو احق باللوم والتقريع، وهو الذي رفض ان يكون مندوباً للشعب الفلسطيني فقطع بذلك كل صلة له بهذا الشعب، الا الذين اغراهم بالوظائف والمرتبات الضخمة والاموال الطائلة. وهو الذي اقام اجتماعاً بالقدس دعاه المؤتمر الفلسطيني الاول" منكرا بذلك جميع المؤتمرات الفلسطينية السابقة، وطاوياً صفحات الجهاد الناصعة الخالدة، والتضحيات العظيمة التي سطرها اهل فلسطين خلال نصف قرن بدماء ابطالهم ومجاهديهم في تاريخ الجهاد الفلسطيني وكان من ابرز ما قرره مؤتمر الشقيري هذا، المنعقد في جوار المسجد الاقصى المبارك، انه اتخذ قرارا بانكار الصفة الاسلامية للقضية الفلسطينية، فترك ذلك اسوأ الاثر في العالم الاسلامي واستغله الصهيونيون لصالحهم ايما استغلال.

         وبعد فان الهيئه العربية العليا، الممثلة الشرعية لكفاح الشعب العربي الفلسطيني، اذ تصارح الرأي العام العربي برأيها في الوضع العام ومقررات مؤتمر القمة العربي الثالث،

<8>