إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) البيان الذي وجهه الرئيس الحبيب بورقيبة إلى مؤتمر القمة العربي الثالث
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 484 - 491"

         بهذا الاستعراض السريع لما ورد في خطابي لمجلس الملوك والرؤساء في ندوته الأولى بالقاهرة، يظهر جليا ان ما ذهبت اليه في خصوص مبدأ المطالبة بتنفيذ مقررات الأمم المتحدة انما هو تطبيق لخطة وقع التعرض لها في اولى ندواتنا ولم ينكرها عليّ أحد.
         أما مسألة الانفراد بالاعلان عن هذا الموقف - وهو احد المآخذ الواردة في قرار رؤساء الحكومات - فانه غير مطابق للمواقع فى شيء، وهو محض جهل او تجاهل للحقائق التاريخية البعيدة منها والقريبة على السواء.
         ذلك ان ما وصف بالخروج على الاجماع القومي، الرسمي منه والشعبي، انما هو عين الموقف العربي الرسمي منذ سنين، ولم يزل يطالب به العرب في المحافل الدولية.
         وقد قال المتكلم بلسان فلسطين في اجتماع اللجنة السياسية العامة بتاريخ 26 نوفمبر سنة 1952 باللفظ الواحد: (اننا نلتزم بمقررات الأمم المتحدة).
         وهذا المتكلم هو السيد أحمد الشقيري.
         وأعلن ايضاً نفس المتكلم اي السيد الشقيري امام اللجنة السياسية الخاصة في جلستها المنعقدة في 14 ديسمبر 1962 ما لفظه:
         (اني اقبل نداء زميلنا من الفلتا العليا لتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة. ونحن لا نختار قرارا منها او نؤثره على اي قرار آخر. فاذا كنتم تريدون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، تلك التي تظنون انها ضدنا أو تلك تعتقدون انها لصالحنا، فاننا نعلن قبول هذه القرارات كلها جملة وتفصيلا).
         واذ ينكر اليوم نفس ذلك المتكلم امكان التفاوض على اساس القرارات الدولية، فهل نسي ما كان يطالب به في الدورات المتوالية لجمعية الأمم المتحدة؟ فقد قال الشقيري في دورة 1952:
         (واني اود ان أعلن بصراحة باننا نقبل المباحثات المباشرة، بل اني مستعد أن اتفاوض مع أي شخص، كائنا من كان، يحترم الميثاق ومقررات الجمعية العمومية ...... ان رغائب الأمم المتحدة هي رغائب العالم باسره فلماذ نتجاهلها ولا نحترمها؟ لنعمل جميعاً لأجل السلام بتحقيق مقررات الأمم المتحدة، وليس امامنا غير هذه السبيل.)
         بل ان الشقيري كان يجتهد في اقناع اسرائيل بضرورة الاعتراف بالمقررات الدولية قبل التفاوض اذ بدون ذلك في نظره لا يبقى لدولة اسرائيل كيان شرعي. فقد قال مخاطباً اسرائيل: (فاذا جئتم للمفاوضة، وهذه القرارات معكم، فانكم تمثلون اسرائيل، ونحن نتباحث معكم ... ولكن اذا اردتم تجاهل هذه المقررات فلن تكونوا ممثلين لشيء اسمه إسرائيل بل ممثلين ليهود فلسطين. ونحن مستعدون ايضاً ان نتباحث مع ممثلي سكان فلسطين اليهود الشرعيين.)

<5>