إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) البيان الذي وجهه الرئيس الحبيب بورقيبة إلى مؤتمر القمة العربي الثالث
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 484 - 491"

         فالذي ظنه حضرات رؤساء الحكومات انفراداً وشقا للاجماع العربي يرجع اصله اذن إلى مواقف كادت تصبح تقليدية.
         فمن مقررات مؤتمر باندونج المنعقد سنة 1955 والذي اشتركت فيه الجمهورية المصرية  هذه الفقرة بالضبط:
         "... تعلن الندوة الأفريقية الآسيوية تأييدها لحقوق الشعب العربي بفلسطين وتطالب بتطبيق مقررات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين وبتحقيق حل سلمي للمشكل الفلسطيني".
         وقد يتبادر إلى الذهن أن الموقف العربي قد تغير منذ تلك التصريحات، وأن مقررات   الأمم المتحدة لم تعد تناسب الظروف الراهنة وقد قال قائل: هذا باب طرقناه مرارا بلا جدوى، فلم الرجوع اليه؟
         الجواب عن هذا في تصريح فاه به الرئيس جمال عبد الناصر نفسه صاحب الاعتراض، وعبر فيه عن نفس الخطة التي ناديت بها في الأردن وفي لبنان في اوائل مارس 1965. وقد نشر تصريح الرئيس المصري بمجلة "ريالتي" الفرنسية في عددها المؤرخ بافريل 1965 أي بعد تصريحاتي بشهر:
          فقد اجاب عن سؤال متعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية بما نصه:
         "نعم على الفلسطينيين انفسهم ان يقوموا ابتداء من الان بتحقيق رغباتهم. وجميع البلدان العربية مؤيدة الى اقصى حد ما ستقوم به هذه المنظمة التي لها جيش تتولى تدريبه وتجهيزه الدول العربية. وعندما تستكمل المنظمة استعداداتها سوف تشرع في العمل من اجل تطبيق مقررات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين وبحقوق العرب في  فلسطين".
         ثم رد على سؤال آخر بقوله: "ان أمة تسعى إلى فرض تطبيق مقررات الأمم المتحدة لا يمكن ان تنعت بانها معتدية".
         وهو بذلك يقر نفس الخطة التي اعلنت عنها، والتي ترمي إلى جعل القانون الدولي إلى جانب القضية العربية في صورة نشوب عمليات حربية بين الطرف العربى والطرف المعادي.
         وفي تصريحات الرئيس المصري نقط أخرى جديرة بأن يلفت اليها النظر.
         فهو اذ يقول: "وعندما تستكمل المنظمة استعداداتها سوف تشرع في العمل من اجل تطبيق مقررات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين وبحقوق العرب في فلسطين" فهو اذ يقول ذلك على انفراد، وبدون أي استشارة سابقة، يحدد مهمة منظمة التحرير الفلسطينية بأن يجعلها تهدف إلى تطبيق مقررات الأمم المتحدة التي نعتها بأنها خاصة بفلسطين وبحقوق العرب في فلسطين.

<6>