إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رسالة وفد الهيئة العربية بنيويورك إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ردا على افتراءات أبا ايبان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 433 - 436"

المتحدة هو أحسن جواب على هذه الحجج الباطلة ان مستقبل فلسطين سيسير في نفس الطريق الذي قطعه موضوع الجزائر، وستصبح قريبا دولة مستقلة ذات سيادة وعضوا في الامم المتحدة. ان حجج المستعمرين الصهيونيين الرخيصة المخادعة التي يعلنها اليوم أبا ايبان سيكون نصيبها الرفض تماما كما رفضت الحجج الفرنسية بشأن الجزائر.

لا سلام الا على أساس الحق والعدل

         إن أبا ايبان اعلن أمام الامم المتحدة، ان العصابة الصهيونية ترغب في السلام، وقد قال هذا الكلام نفاقا ومحاولة لمخادعة الوفود التي لم تطلع على الحقائق. فقد قال: ان تسوية سليمة تنجم عن مفاوضات حرة مباشرة ، ستفتح صفحة جديدة وفصلا مجيدا في تاريخ الشرق الاوسط. فالمستر ايبان يريد من العرب ان ينسوا بلادهم، وحقوقهم الوطنية، وبيوتهم وممتلكاتهم، وان يعقدوا صلحا مع المعتدين الصهيونيين وان يعترفوا وان يقبلوا باغتصاب بلادهم واحتلالها من قبل الصهيونيين. انه لمن المؤسف حقا ان يصدق بعض اخواننا الافريقيين هذه الحجج الصهيونية المخادعة، وان يتغاضوا عن حقائق القضية الفلسطينية. ان أي شخص يطالب العرب بعقد صلح مع المغتصبين الصهيونيين، والاعتراف بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، انما يؤيد الاستعمار والعدوان بأبشع أشكاله. واذا ما كان من الواجب اقامة السلام في فلسطين والشرق الاوسط فان مثل هذا السلام يجب ان يبنى على أساس العدل والحق. انه لمن الواجب ان يمكن المليونان ونصف المليون من عرب فلسطين من ممارسة حقوقهم في السيادة على وطنهم ووطن آبائهم وأجدادهم بالطرق السلمية. أما السكان اليهود الشرعيون في فلسطين فان لهم ان يتمتعوا بنفس الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها المسلمون والمسيحيون، إن هذه هي الطريقة الوحيدة لسلام دائم وحقيقي في الشرق الاوسط، ان هؤلاء الذين يريدون السلام في فلسطين على أساس الامر الواقع، وليس على أساس الحق والعدل، انما يعيشون في جنة المجانين، ان العرب الفلسطينيين لن يقبلوا مطلقا بالاحتلال الصهيوني لفلسطين او بسيادة صهيونية عليها.

تأييد العرب والمسلمين والشعوب الحرة

         ان العصابة الصهيونية الدولية تعتمد على القوة وعلى تأييد الدول الغربية، التي لم تخلق العدوان الصهيوني فحسب، بل زودته، ولا تزال تزوده، بالمساعدات المالية الضخمة وبكل نوع من أنواع الاسلحة الفتاكة. ان على عرب فلسطين ان يواجهوا هذا العدوان والاحتلال الصهيوني، كما واجه معظم شعوب اسيا وأفريقيا المستعمرين الاجانب، ولا يزال بعضها يجابهونها حتى اليوم، وان العرب الفلسطينيين الذين يناضلون في سبيل تحرير بلادهم وشعبهم، يعتمدون على التأييد العظيم من قبل العالمين العربي والاسلامي وجميع الشعوب المحبة للحرية في كل مكان.

         ان أبا ايبان اقترف جرما بشعا حيث حاول بتقصد وتعمد تشويه الحقائق، وذلك عندما وصف قضية فلسطين بأنها مسألة تحركات السكان من جانب الى اخر ، بين الدول العربية و (اسرائيل) وان هذه المسألة يمكن حلها في جو من التعاون الثنائي والاقليمي والدولي". ان هذا الوصف الصهيوني المزيف لطبيعة قضية فلسطين مثل من أمثلة الدعاية الصهيونية التي تصطنع لتضليل  الرأي العام العالمي وللتستر على حقيقة الاستعمار الصهيوني وعدوانه على فلسطين .

         ان المعتدين الصهيونيين الدخلاء اخرجوا  سكان فلسطين الشرعيين، من المسيحيين والمسلمين، بالقوة والمذابح، وقد لجأ المعتدون  الى جميع وسائل المخادعة والاقناع لاجتثاث اليهود الذين كانوا يعيشون بسلام كمواطنين في البلاد العربية، وتشويقهم بالهجرة الى فلسطين المحتلة. ان الدول العربية اعلنت باستمرار أنها مستعدة لاستقبال جميع مواطنيها من اتباع الديانة اليهودية، الذين خدعهم الصهيونيون، اذا ما طهروا نفوسهم من عقائد الصهيونية، الاجرامية. ان ادعاء أبا ايبان من فوق منصة الامم المتحدة بأن هذه المسألة هي مسألة تبادل

<3>