إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مشروع ايزنهاور- ستراوس لإزالة ملوحة مياه البحر سنة 1967
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1599- 1603"

تجعل هذه الدول تقف دائما على حافة الحرب. ففى عام 1955 - 1956 مثلا أوفدت اريك جونستون كممثل شخصى لى للمساهمة فى تسوية النزاع العنيف الذى نشب بين اسرائيل من ناحية وبين سوريا والاردن من ناحية أخرى حول تقسيم مياه الرى فى وادى الاردن. ووضعت خطة بدت عادلة ومرضية ووافق عليها الخبراء الهندسيون والفنيون فى كلا الجانبين ولكن عداء الزعماء السياسيين العرب بلغ حدا جعلهم يرفضون هذا الاقتراح فى ازدراء، حتى دون أن يسمحوا لشعوبهم بأن تعرف شيئا عن وجوده.

          ولكن معظم أولئك الذين درسوا الاقتراح الخاص بازالة ملوحة مياه البحر. وهو الاقتراح الذى وضعته بالاشتراك مع الادميرال شتروس يعتقدون أن مزاياه بالنسبة للمنطقة المعنية مزايا عظيمة للغاية لدرجة ان الدول المتعادية فى الشرق الأوسط لن تستطيع الامتناع عن التعاون فى تنفيذه. وليس هناك من يفترض ان التحامل والكراهية سوف يختفيان بين عشية وضحاها. ولكن تعاون العرب واليهود فى مشروع بهذه الضخامة فضلا عن أنه عملى ومفيد قد يكون أول خطوة كبيرة نحو سلام دائم.

الأسلوب العملى:

          وليس هناك جديد بالنسبة لازالة ملوحة مياه البحر لكى يستخدمها الانسان فمنذ سنين كانت السفن عابرة المحيطات تزود بأجهزة تقطير لتحويل مياه البحر الى مياه عذبة. وهناك أيضا منشآت عديدة مماثلة فى بعض الدول تنتج المياه للأغراض المنزلية فى الموانى حيث تقل الموارد الطبيعية ففى العام الماضى قامت مدينة كى وست الواقعة فى أقصى طرف ولاية فلوريدا والتى يبلغ عدد سكانها 56.000 نسمة بتشغيل محطة لتقطير مياه البحر بدون استخدام الطاقة النووية. وتستطيع هذه المحطة انتاج 2.700.000 جالون يوميا والماء الذى تنتجه من النوع الجيد.

          والمشكلة هى ان المياه التى تنتجها محطات التقطير التى تعمل بوقود تقليدى (وهو عادة الغاز أو البترول) باهظة التكاليف بحيث لا يمكن استخدامها فى أغراض الزراعة. وأرقام مدينة كى وست، وهى أقل أرقام بالنسبة لمحطات التقطير الموجودة فعلا، هى حوالى 85 سنتا لكل 1000 جالون. وهذا مبلغ باهظ جدا بالنسبة للرى ولهذا يجب أن نتجه الى الطاقة الذرية.

          وبالرغم من انه لا توجد فى الوقت الحاضر أية محطة لازالة ملوحة المياه بالطاقة النووية الا انه يجرى الاعداد لبناء محطة كبيرة على جزيرة من صنع الانسان بالقرب من ساحل كاليفورنيا الجنوبى. وعندما يستكمل بناء هذه المحطة فوق جزيرة بولسا، فانه سينتج 1800 ميجاوات من الكهرباء و150 مليون جالون من المياه العذبة يوميا للاستفادة بها فى مشروع المياه بالمنطقة. وتكاليف انتاج المياه فى هذه المحطة تقل بكثير عن تكاليف انتاجها بواسطة أى نظام حالى. والطريقة المستخدمة فى ازالة ملوحة مياه البحر بواسطة الطاقة الذرية هى نفس الطريقة المتبعة تقريبا فى محطات التقطير التى تعمل بالوقود التقليدى- عملية تقطير تمر خلالها مياه البحر بسلسلة طويلة من غرف التبخير ولكن الحرارة اللازمة فى هذه الحالة سوف تأتى من المفاعل الذرية.

          وحتى هذه المحطة الضخمة التى ستقام فى جزيرة بولسا ستكون صغيرة اذا

<3>