إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مشروع ايزنهاور- ستراوس لإزالة ملوحة مياه البحر سنة 1967
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1599- 1603"

ما قورنت بالمنشآت التى يدور حولها التفكير بالنسبة للشرق الأوسط .. ومشروعنا يقترح انشاء ثلاث محطات.. اثنتان على ساحل البحر المتوسط، وواحدة على خليج العقبة- مجموع انتاجها يزيد على بليون جالون من المياه العذبة يوميا. وهذه الكمية تعادل ضعف متوسط التدفق اليومى للروافد الرئيسية الثلاثة لنهر الأردن. ونظرا لأننا نعرف الآن ان نفقات ازالة ملوحة مياه البحر تنخفض بدرجة كبيرة وبصورة مضطردة كلما ازداد حجم المنشآت التى تقوم بهذه العملية فمن المحتمل ألا يتكلف انتاج المياه العذبة من هذه المنشآت الضخمة أكثر من 15 سنتا لكل 1000 جالون.

          وربما يقل عن ذلك كلما اكتسبنا مزيدا من الخبرة التكنولوجية. وهذه التكاليف تبدو ملائمة من الناحية العملية بالنسبة لعدد كبير من المحاصيل ويمكن على الأقل تحويل 1750 ميلا مربعا من الأراضى القاحلة الى أرض صالحة للزراعة وهى خطوة كبيرة فى الواقع نحو تحقيق الحلم القديم لساكنى الصحراء.

قوة من أجل السلام:

          والمنشآت التى ستقام فى الشرق الأوسط- مثل محطة جزيرة بولسا للتقطير سوف يكون لها غرض مزدوج. فبالاضافة الى المياه ستنتج هذه المحطات كمية هائلة من الطاقة الكهربائية. وسوف يستخدم جزء من هذه الطاقة فى ضخ المياه الى المناطق النائية مثل سوريا والأردن وربما تحت قناة السويس الى أجزاء من مصر. وسوف يستخدم الجزء الباقى من هذه الطاقة فى انتاج الأسمدة الضرورية وغير ذلك من الأغراض الصناعية الأخرى وانتاج الطاقة الكهربائية بكميات كبيرة سوف يؤدى الى ظهور مجمعات صناعية جديدة فى الشرق الأوسط، كما حدث فى كثير من المناطق الأخرى فى العالم.

          وبهذه الطريقة ستساعد هذه الخطة المقترحة على حل مشكلة أكثر من مليون لاجئ "عربى" فعندما قامت دولة اسرائيل فى عام 1948 غادر مئات الألوف من العرب المقيمين هناك منازلهم وديارهم وأقاموا فى معسكرات اللاجئين فى الدول العربية المجاورة وهناك فى المعسكرات التى تعتبر وصمة فى جبين العالم المتحضر، يعيش معظم هؤلاء الناس فى تكاسل وفقر وبلا أمل كبير، ويعتمدون أساسا على ما تقدمه لهم الأمم المتحدة من اعانات. ويمكن استخدام أعداد كبيرة منهم فى بناء المنشآت الجديدة وحفر قنوات المياه واعداد التربة لزراعة المحاصيل المروية. وفيما بعد يمكن بلا شك لعدد كبير من هؤلاء اللاجئين أن يستقروا فى المناطق الزراعية الجديدة بالدول العربية.

          وسوف تبلغ تكاليف هذا المشروع حوالى بليون دولار على الأقل، ونحن لا نقترح أن تقوم الولايات المتحدة بدفع هذا المبلغ. وهناك من الأسباب ما يحمل على الاعتقاد بأن هذا المشروع يمكن أن يكون مشروعا تجاريا ناجحا يستطيع الوقوف على قدميه وسوف تأتى ايراداته من بيع منتجاته من المياه والكهرباء للمنتفعين بها. وسوف تتقدم حكومتنا باستثمار مبدئى فى بعض أسهم هذا المشروع وسوف تطرح باقى الأسهم للبيع فى أسواق العالم ليشتريها المستثمرون من الأفراد والقطاع الخاص.

<4>