إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول الخطة الجديدة لتصفية القضية الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 60 - 64 "

خلال انعقاد مؤتمرات القمة، قد طغت على اصوات الحق والاخلاص والسداد.

          وبعد فان الفلسطينيين كانوا وسيظلون من اشد المؤمنين بالوحدة العربية وهم اول من دعا اليها الشعوب العربية كما نص على ذلك اول ميثاق وطني لهم في عام 1919 في المؤتمر الفلسطيني الأول المنعقد في بيت المقدس. وقد بذلوا أقصى الجهود في سبيل الدعوة إلى هذه الوحدة والسعي الصادق في سبيلها، وقد عززوا هذه الدعوة في المؤتمر السوري الفلسطيني في دمشق عام 1920، فهم طلاب وحدة ودعاة تجميع وتأليف وليسوا دعاة تفريق وتمزيق.

          وان الخطر الذي يهدد فلسطين من الصهيونية والاستعمار، لا يمكن صده الا بالتضامن الواسع النطاق في المنطقة العربية لتفادي الغائلة الصهيونية المعززة بالاستعمار الأجنبي ودفع شرها المستطير، ولذلك فان كل دعاية للانقسام، او نعرة اقليمية ولا سيما في الظرف الخطير الحاضر ليس لها مبرر، ويجب ان تلقى من الإعراض ما يبرهن على أن الشعب الفلسطيني المجاهد الذي ضرب اروع الامثال للعالم اجمع في بسالته وحسن بلائه ودفاعه عن وطنه ضد الاستعمار الصهيونية، انما هو شعب واع ويقظ وانه ليس من السهل تضليله واخذه بالمغريات وتغذيته بالاوهام التي هي ابعد ما تكون عن الحقائق الراهنة والبراهين الساطعة.

          ومع حرص الهيئة العربية العليا التام على صالح القضية الفلسطينية وانشاء الكيان الفلسطيني الحقيقي القادر على التحرير ترى ان اغراء الشعب الفلسطيني باقامة حكومة فلسطينية مشوهة في الضفة الغربية مفتقرة إلى جميع مقومات الحياة والصمود في وجه الطامعين والعمل على اقامتها بوسائل الدس والافساد، واستغلال شعور الاسي والالم الكامن في نفوس الفلسطينيين بسبب عظم الكارثة التي اصابتهم في الماضي، ولا يزالون عرضة لاعقابها وذيولها، ليس الا جريمة مقنعة بقناع مهلهل من الوطنية الزائفة، بل هى جناية مستترة بستار الخلاص الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب.

          كما ان عزل الضفة الغربية وانشاء حكومة ضعيفة مشوهة فيها، يؤدي بصورة تلقائية إلى المحاذير الاتية:

          1 - الاعتراف رسميا ودوليا بنتائج العدوان الصهيوني الاستعماري على فلسطين وتمزيقها وانشاء "الدولة اليهودية" فيها والاستسلام للمقررات الجائرة من تقسيم وتدويل واتحاد اقتصادي مع الاحتلال الصهيوني.

          2 - تعريض الضفة الغربية، وهي الجزء الأكبر من البقية الباقية من فلسطين، لاجتياح يهودي مسلح في الوقت الذي يختاره الاعداء لهذا الاجتياح، فتسقط في ايديهم غنيمة باردة دون ان يكون لها سند من دفاع عربي تعتمد عليه في دفع العدوان، وينشأ عن ذلك كارثة جديدة بضياع اقدس بقاع فلسطين واهم مواقعها العسكرية، وتشريد بقية الفلسطينيين، وضياع ممتلكاتهم واموالهم ومقدساتهم وفي طليعتها المسجد الاقصي المبارك، وسائر الاماكن المقدسة، وبخسائر فادحة في النفوس، كما وقع في قطاع غزة عام 1956 بل أشد وادهى.

          3 - اذا لم يقدم اليهود لسبب من الاسباب القاهرة على اجتياحهم المسلح المرتقب للحكومة الهزيلة، فانهم سيغزونها اقتصاديا ويمارسون عليها ضغطا اقتصاديا شديدا تكون نتيجته هجرة اهلها وطردهم منها في فترة قصيرة.

          4 - ان الدول الاستعمارية الكبرى، تريد ان تكون هذه الحكومة منزوعة السلاح وتابعة لاشراف دولي يكون بمثابة اشراف يهودي او تمهيدا له.

          5 - ان الدعوة الاقليمية تثير الفتنة والبغضاء بين أهل الضفتين وهم شعب عربي واحد مرتبط بوشائج من الدم والقربى والجوار والمصالح الاقتصادية ووحدة المصير، وتترك ردة فعل سيئة في سكان الضفة الشرقية ينبعث منها روح الكراهية والحقد على الفلسطينيين المقيمين فيها وهم عدد ضخم ولهم فيها مصالح اقتصادية وحيوية بالغة الأهمية، وقد يؤدى ذلك إلى اكراههم على الانتقال إلى الضفة الغربية.

          6 - إن اقامة حكومة شكلية هزيلة في الضفة الغربية، لا تضمن لها العيش اقتصاديا ولا عسكريا،

<4>