إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة الحكومة الأردنية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول العلاقات بين الأردن وألمانيا الاتحادية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 100 - 103 "

ارائه في طريقة معالجة الازمة، كان من الممكن جني فوائد ومكاسب للعرب (1)، مع العلم بأن ثلاث دول عربية استنكفت عن السير في قطع العلاقات وقد ساير الاردن رأي الأكثرية علما بأنه كان يضحي بحقه في رعاية أكثر من عشرين الف مواطن يعيشون في المانيا رعاية مباشرة ويعطل الكثير من مشاريعه الاقتصادية التي كانت المانيا تسانده وتساعده في انجازها في مسيرته الهادفة نحو الاكتفاء الذاتي، ومضحيا بمبدئه القائل بوجوب الثبات في الميدان ومقارعة باطل العدو في كل مجال.

          ك - نتيجة لتغير الحكومة الالمانية بدأت المانيا تبذل الجهد إلى اعادة العلاقات بينها وبين العرب متناسية الصفعة التي وجهت للشعب الألماني نتيجة لزيارة اولبرخت للجمهورية العربية المتحدة محاولة بذلك وصل ما انقطع من علاقات واستعادة الصداقة التقليدية التي تربط بين الامتين العربية والألمانية.

          ل - اثناء ذلك كله تردى الوضع العربي إلى درجة لم يسبق لها مثيل حيث أدى إلى تعطيل مؤتمرات القمة ، ونسف الصف الواحد والعمل الموحد، وبهذا ضاعت فرصة عزيزة للوصول إلى القوة العربية التي يمكن معها استعادة الحق المهضوم في فلسطين لزمان طويل. وقام محل ذلك كله في قلب وطننا العربي تكتلات مريبة تفتعل الازمات مع الاردن وغير الاردن. وفي الطليعة من تلك التكتلات الجمهورية العربية المتحدة نفسها والسيد رئيسها جمال عبد الناصر باذلة المحاولات لنسف الاردن عن طريق تعجيزه وعدم تمكينه من اداء التزاماته نحو الجبهات الموردة للسلاح الذي تعاقد عليه بموجب قرارات مؤتمرات القمة وتمزيق وحدة صف ابنائه والتشكيك في قدرته على الصمود درعا يقي الامة اخطار العدو على الخط الطويل، وفي هذا التقت تلك الجبهات العربية مع العدو المشترك في مخططاته المعروفة. وبذلت محاولات لتشكيك الجندي الاردني والضابط والطيار في السلاح الذي بيده. وبلغت تلك المحاولات حد تعطيل العمل بالمشاريع العربية التي ترمي إلى حفظ الحق العربي في المياه العربية. حتي ان السلاح المستورد ليوضع في اليد العربية ويزود به الجنود العرب المرابطون، منع من المرور عبر اجواء عربية معينة، وتحقق بذلك كله للعدو اشهى ما كان يريد تحقيقه من خلال عدم اكتمال تسليح الاردن وافتعال ازمات اخرى بعيدة عن ارض المعركة الحقيقية كاستمرار المجازر التى يقتل فيها العرب بأيدي العرب، ومحاولات التدمير والتخريب في كل انحاء الوطن العربي الكبير، والقضاء على الصفة والميزات والخصائص العربية والميراث القومي والدين العظيم. لقد نسفت وحدة الصف والهدف العربيين بالسلاح المحرم دوليا، يستخدمه العرب ضد العرب، ومن اسبابه عدم الرغبة عند البعض في وطننا بالمساومات والمزايدات في كل مجال، مستغلين كل عزيز، في سبيل المزيد من الشر، يلحق بامتنا. وبالمحاولات المتكررة للتسلط على كل شيء، وحتي على الجامعة العربية ساعين جهدهم لابقاء العرب في دوامة التصدع والضياع والاحلام المخدرة حتى لا يواجهوا الحقيقة.. الحقيقة المرة، التي اذا لم تواجه في كل مجال وميدان بالصدق والحق وبالجرأة والتجرد فإن النتيجة كارثة ماحقة لا يعلم علمها الا الله.

          4 - اعلنت حكومة المانيا الفدرالية قبيل زيارة - اولبرخت - انها ستعمل بصورة حاسمة على عدم تزويد اسرائيل بالأسلحة وحافظت على عهدها هذا إلى الان، ونعتقد انه لم يكن هناك داع لاتخاذ قرار حاسم كقرار قطع العلاقات وان القرار كان مفتعلا وجاء نتيجة ظروف نفسية معروفة بعد مزايدات ومساومات طويلة من قبل بعض الدول العربية التي حاولت استغلال مثل ذلك الظرف للخروج بربح مادي، وقد عرف الرأي العام العربي كل ذلك فيما بعد.

          غير ان الاردن حينها، كان يعيش في الجو الذي اوجدته مؤتمرات القمة، جو التضامن والمسيرة الواحدة والمصلحة المشتركة، وكان قرار قطع العلاقات اول مشكل سياسي يواجه الاجماع العربي في ضوء ونطاق مؤتمر القمة، فاختار الاردن موقفا يؤسف عليه ولا يؤمن بجدواه، واضعا المصلحة العربية العليا في المقام الأول من اعتباره خاصة قضية العرب الأولى في فلسطين. اما وقد نسف التضامن العربي والعمل


1 - هكذا وردت العبارة في المصدر المعتمد لنص هذه الوثيقة.

<3>س