إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رسالة هرتزل إلى قيصر ألمانيا
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949، وزارة الارشاد القومي) ج 1، ص 127 - 128"

رسالة هرتزل الى قيصر ألمانيا
10/ 3 /1899(*)

         بما أنى لم أسمع أى شىء منذ رحلة فلسطين عن الحماية التى سبق التحدث فيها فانى أقدر أن صعوبات سياسية لابد أن حالت دون تحقيق هذا الأمر. ويبدو أن عدم الثقة من جانب السلطان وغيرة القوى الأخرى قد أثرا فى القضية ولكن هل يعنى هذا أن نتخلى عن انجاز مخطط له مستقبل؟ انا أعرف أن حكومة الامبراطورية لا تريد أن تتعرض لأى مجازفة من أجلنا انما اليس من الممكن ايجاد طريقة نتوصل بها إلى الهدف بدون أن يكون ذلك ظاهرا للجميع؟ أما هذه الطريقة فقد سمحت لنفسى أن أقدم تفصيلها لصاحب السمو الملكى وهى ما يلى: أولا نؤسس كتلة اتحاد في انجلترا تقوم بالخطة التحضيرية وتهيىء للأمور المالية فتمتلك الأراضى وتأخذ حقوقا للهجرة من الحكومة التركية وعلى أساس هذه الامتيازات يمكن تأسيس الشركة القانونية فيما بعد - واذا سار كل شىء على ما يرام يكون مركزها الرسمى في كارلسروه وتحت حماية صاحب السمو الملكى الدوق الكبير فريدريك. وهذا سيؤدى من تلقاء نفسه الى علاقة سياسية هي حماية من قبل الامبراطورية لا يقف ضدها جانب آخر. ولن يتطلب هذا اعلان الحماية من جانب حكومة الامبراطورية ويمكن أن يتخلى عنا في أى وقت بدون أى جلبة تماما كما فعلت الحكومة الانجليزية مع سيسل رودس. هناك فروق بين السير سيسل رودس وبينى. هناك فروق شخصية ليست في صالحى. ولكن الفروق فى الأهداف هى فى صالح حركتنا لأن بين أيدينا رأس مال يختلف كل الاختلاف عما عنده من رأس المال ولأن عندنا موارد إنسانية عظيمة في جميع انحاء اوروبة الشرقية.

         إنه لمن سوء الحظ أن لا يتمكن جلالتكم من رؤية أصحاب المستعمرات التي قد بدأت في فلسطين. إن منظر اليهود المكتظين فى القدس لم يكن يدعو للانشراح ولكن حتى هؤلاء اليهود يودون لو يستطيعون الذهاب إلى الارياف ليعملوا فى الأرض لو أن الحكومة التركية لا تمنعهم من ذلك.

         وإنه لمن دواعى حزنى أيضا أن أضطر لأن أصحح أخبارا أخرى خاطئة أخبارا تحط من قيمة مشروعنا - أظن أن بعض مستشاريكم يسمعونها من اليهود الذين لا يؤمنون بنا.


          (*) "يوميات هرتزل" - اعداد أنيس صايغ - سلسلة كتب فلسطينية.

<1>