إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) ما كتبه هرتزل فى مذكراته عن مقابلته للسلطان عبد الحميد الثانى
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى علم 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 129 - 131"

لليهود، حاخام باشى. قد يقول له أيضا شيئا مماثلا، فاعترضت على ذلك، تذكرت أن الدكتور ماركس أخبرنى مرة أن حاخام باشى بصق مرة لدى ذكر اسمى. فقلت "كلا لن يخدم ذلك مقاصدنا. لن تذاع على العالم بشكل يخدمنا. سأسمح لنفسى فيما بعد بأن أشير على جلالته اللحظة التى نستطيع فيها الافادة منها. أريد أن أعبىء مشاعر اليهود الايجابية للعمل في سبيل الامبراطورية التركية لذلك يجب أن يكون للاعلان صفة الأمر. أما الكلام مع حاخام باشى فيبقى فى تركيا لوحدها فقط .. كل ماتحتاجه هذه البلاد الجميلة هو المهارة الصناعية لشعبنا يغتني الأوروبيون الذين يأتون عادة إلى هنا بسرعة ثم يخرجون بسرعة بغنائمهم للوسيط حق الربح الأمين بالطبع لكن عليه أن يبقى بعد ذاك فى البلاد حيث جمع ثروته.

         هز السيد برأسه موافقا وقال لإبراهيم ما أعاده على فرحا: لا يزال يوجد فى بلادنا ثروات غير مستثمرة. اليوم فقط تلقى جلالته برقية من بغداد باكتشاف حقول نفط فيها أغنى من حقول نفط القوقاز. واذا كنت سأبقى هنا مدة كافية فان جلالته يود أن ألقى نظرة على المناطق التى تمتد فيها سكة حديد الاناضول فالأرض على جانبى السكة مثل جنة. وهناك أيضا حديد خام ومناجم ذهب وفضة كان الذهب فى عهد أسلاف جلالته العظام يستخرج ويسبك فى سبائك ويصاغ في عملة وبهذه الطريقة كانوا يدفعون للجنود رواتبهم.

         والواقع أنى لاحظت أن السيد حينما كان يتفوه بكلماته الأخيرة كان يقيس فى الهواء الى مسافة معينة بكلتى يديه. والظاهر أنه قصد بها احجام قضبان الذهب الصغيرة.

         ثم حصل شىء مفاجىء طلب منى السيد بواسطة إبراهيم أن أوصى له ماليا ما يقدر أن ينشىء موارد جديدة للبلاد: مثلا ضرائب غير باهظة جدا من نوع ضرائب الكبريت. هذا البرهان على ثقته فى أرضى غرورى. لكنى قلت أن الأمر ينطوى على مسئولية كبيرة على لأنى لمهمة من هذا النوع لا أستطيع أن أذكر الا من أثق بكفاءاته وأخلاقه. لكنى قلت أنى أفضل أن انظر فى المسألة وأن أعلم جلالة السلطان بمجرد أن أعثر على الرجل المناسب. وبالمناسبة فكرت بأن الرجل يجب أن يدرس الوضع الاقتصادى فى السر فقط ويقدم نتائجه الى وعلى أساس هذه المعلومات استطيع أن أصوغ برنامجى للاصلاح الاقتصادى، لكن السيد كان له رأى آخر أنه يفضل أن يعطي الرجل مركزا رسميا لأن ذلك يثير انتباها أقل. يجب الحاقه بوزارة المال كمدير عام ويقدم لك التقارير الدورية فاعترفت بسلامة هذه الفكرة وسألت كيف سأرسل رسائلى إلى جلالته - هل احتاج إلى علامة أو ختم خاص لذلك؟

         قال جلالته بواسطة إبراهيم أن ختمى يكفى أن الرسائل التى تحمل ختمى سوف تسلم رأسا الى جلالته بواسطة تحسين بك.

         ثم انتقل السيد الى مشروع تصفية الدين العام المعلق وقد شرح لى المشروع. تألفت التصفية من عقد دين جديد بدل القديم مما يوفر مليونا ونصف المليون جنيه لمواجهة عجز السنة الماضية.

         ماذا؟ هذه الكمية فقط؟ وأبديت دهشة حزينة وكذلك فعل السيد ورجوته أن أعلم كل شىء عن مشروع التصفية لأحكم ما اذا كان يجب المضى فيه. فقد تكون

<2>