إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد الثاني
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949 وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 133 - 134"

في عملي لجلالتكم الا شرف استعادة ثقة جلالتكم في لأني مقتنع انه في وقت غير بعيد ستدركون أنه من مصلحة الامبراطورية العثمانية ان تجتذبوا الموارد الاقتصادية اليهودية لحماية شعبنا المسكين. ثم انه لمن مصلحة اليهود أن يجدوا تركيا دولة قوية ومزدهرة. انها فكرة حياتى.

         سيكون لمشروع الشركة العثمانية - اليهودية ولاعطاء الاشارة للشعب اليهودي بأسره فائدة أخرى وهي أن دافعى الضرائب بشرا وممتلكات سيزدادون فى كل المناطق التي ستعمل الشركة فيها. وستدفع الشركة المزيد من الضرائب بنمو عملها وسيتدفق رأس المال اليهودى من كل زاوية ليوطد نفسه هناك وليبقى في الامبراطورية. وفي الوقت نفسه سيسير هذا العمل الهادئ الذي سمى "سحب شوكة الأسد" بدون معرفة أولئك الذين يريدون خراب الامبراطورية.

         تبقى كلمة واحدة. اذا شئتم جلالتكم أن يدبر المليون ونصف المليون جنيه قبل تشرين الأول فان الوقت يمر بسرعة. ويجب الا ننسى أن رجال المال والاعمال يطلبون اتفاقات محدودة ليدفعوا المبالغ اللازمة. يجب أن نتوقع ثلاثة أشهر قبل تسلم المبالغ كلها. فاذا ارتأت حكمة جلالتكم العظيمة الدخول فى هذه المفاوضات لتسلم المليون ونصف المليون جنيه قبل شهر تشرين الأول يجب تحديد الامتيازات للشركة الكبيرة فى اوائل تموز. وإنى لآتى إلى القسطنطينية بدون تأخير اذا أمرتم بذلك.

         لست أعلم اذا كان يحق لى أن اذكر موضوعا أخيرا وأنا أذكره بتردد راغبا فى عدم ازعاج جلالتكم بأى طريقة كانت. جاء أحدهم ليخبرنى أنه يوجد كاتب فى باريس اسمه أحمد رضا عرف بهجماته على الحكومة الامبراطورية. وقد علمت بوجود سبيل لتوقف هذه الحملات. وقد أخذت علما بهذا الأمر دون أن الزم نفسى بأى شكل لأن ليس من عملي أن أخوض أمورا كهذه أنا الحريص على خدمة جلالتكم المعظمة في كل فرصة لن أفعل شيئا بدون أمر. بل أني لن أرى الرجل بدون تفويض. لكن إذا ارتأت جلالتكم سأقوم بالأمر. وطبيعي أني لن أطلب مقابل إيقاف هذه الحملات تعويضا الا كلمة ثناء من جلالتكم وهي عندي أعظم تعويض.


<2>