إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين المقدمة إلى مؤتمر القمة العربي الرابع
مصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 650 - 653 "

كما ان كثيرا من السفراء العرب تنقصهم المعلومات الضرورية عن قضية فلسطين.

         فتوثيقا للصلات العربية بالأمم المتحدة تقترح الهيئة العربية ان تتخذ الدول العربية الموقرة الإجراءات التالية:

أ -

الاهتمام الكافي بدول اسيا وأفريقيا ودراسة الوسائل لحمل المعترفة منها بفلسطين المحتلة ( اسرائيل ) على سحب اعترافها لان النظام الصهيوني ليس الا استعمارا غاشما قاومته هذه الدول في بلادها وفي الأمم المتحدة.

ب -

تأسيس مصرف تنمية لآسيا وأفريقيا بمساهمة الدول العربية، لمنح قروض لبعض تلك الدول التي ثبت ان الصهيونيين تمكنوا من الحصول على اصواتها في الأمم المتحدة بمساعدات فنية وقروض مالية ضئيلة.

ج -

دراسة افضل الوسائل، لإيضاح الحقائق للدول الأجنبية التي تأثرت باضاليل الدعاية الصهيونية، وتقوية صلات الدول العربية بها. والقيام بمثل ما يقوم به الصهيونيون من دعوة رؤساء الدول الأجنبية وزعمائها لزيارة الأقطار العربية والحفاوة بهم وإيضاح الحقائق لهم.

         4 - الكيان الفلسطيني
         لقد أصبح الفلسطينيون بعد كارثة 1948 عرضة للتشتت في البلاد العربية وغيرها وساعدت عوامل عديدة على تردي أوضاعهم وتفرق كلمتهم. وبدلا من ان تعمد الجامعة العربية إلى تحسين اوضاعهم وجمع كلمتهم، عمدت إلى انشاء كيان فلسطيني بطريقة ملتوية لم تراع فيها صالح القضية الفلسطينية، ولا الطرق الديموقراطية التي نص عليها قرار مجلس الجامعة نفسها في دورتها الأربعين.

         فالهيئة العربية تناشد الدول العربية من جديد، لصالح القضية الفلسطينية، ولسلامة أوضاع الدول العربية نفسها، ولمناسبة هذه الكارثة المدمرة التي اصابت الأمة العربية بأسرها، ان تسارع إلى اعادة النظر في امر الكيان الفلسطيني ومنظمة التحرير الناجمة عنه وان تتوخى الحكمة والعدل في شأنهما قبل توخي ارضاء جهات معينة، وان تعمل على جمع كلمة الفلسطينيين. وتعبئة طاقاتهم للدفاع عن قضيتهم. والقيام بما يفرضه عليهم واجب تحرير وطنهم المقدس.

         5 - الأردن

         الأردن هو المنطلق الطبيعي لمعركة تحرير الوطن السليب، وأكثرية الفلسطينيين الكبرى تقطنه، وهم من اهم عناصر الدولة فيه. ومع ان الفلسطينيين يريدون انشاء الكيان الفلسطيني ليظل رامز لفلسطين وشعبها، ووسيلة دستورية لضمان حقوقه المشروعة وتعبئة طاقاته لتحرير وطنه، فان ذلك لا يعني، ولا يجب ان يكون ذريعة لانهيار الكيان الأردني، ولا للانفصال عنه، فان الفلسطينيين والأردنيين شعب واحد في وطن واحد، وليس من سبب يدعو إلى الخلاف والفرقة بينهما. وعلى الفريقين يقع واجب توحيد جهودهما وتنسيق اعمالهما للدفاع عن هذا الوطن وتحريره.

         وبما ان الأردن تنقصه الموارد المالية الكافية لاستكمال استعداداته العسكرية بحيث يستغني عن المساعدات الأجنبية، فان سلامة الأوضاع تقضي بان تعتمد الدول العربية معونة سنوية ثابتة غير مشروطة للأردن تساعده على دعم كيانه وتقوية جيشه.

         ان الناحية الاقتصادية من اهم العوامل لنجاح اي عمل عسكري، فلا تستطيع اي دولة ان تخوض معركة عسكرية الا اذا سخرت اقتصاد البلاد لها. وفي الوقت الذي كان اليهود يعملون على اساس انهم في حالة حرب دائمة مع العرب انحرفت اكثر الدول، العربية عن هذه السياسة الحكيمة موجهة اقتصادها نحو حالة السلم فلم يشعر المواطن العربي بجد الدول العربية ولا تصميمها على مواجهة الخطر ولا مراعاة الوضع العسكري اليهودي الخطر وخططه الاستعمارية التوسعية. فإزاء الظروف العصيبة الحاضرة يرجى من الدول العربية ان تقوم بالخطوات التالية:

1 -

توجيه الاقتصاد الوطني في كل دولة عربية وجهة النضال وتأجيل جميع المشاريع العمرانية غير الضرورية وفرض سياسة التقشف والتوفير الشديد في كل بلد لتقوية المجهود الحربي.

2 -

وضع ميزانية دفاع عربية لتمكين القيادة العربية المشتركة من تزويد القوات المسلحة العربية

<3>